ضمن سلسلة إفريقيات.. الثقافة تصدر كتاب الكونغو الديمقراطية لعنة الموارد وإرث الاستعمار
الإثنين 18/نوفمبر/2024 - 12:42 م
استأنفت وزارة الثقافة، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، سلسلة إفريقيات بهيئة تحريرها الجديدة، برئاسة تحرير الدكتور السيد علي فليفل، ومديرا التحرير الدكتور بدوي رياض عبد السميع، والدكتور مصطفى عبد العال، وصدر أول كتاب بعنوان الكونجو الديمقراطية لعنة الموارد وإرث الاستعمار، للدكتورة إيمان عبد العظيم.
الكونغو الديمقراطية لعنة الموارد وإرث الاستعمار
الكتاب يسعى إلى تفسير تأثير الموارد الطبيعية في استمرار الصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمُقراطية، وفي إطار تفسير هذه الإشكالية، تنطلق الدراسة التي يضمها الكتاب من فرض رئيسي مفاده وجود علاقة طردية بين ثراء الكونجو الديمُقراطية بالمعادن والموارد الطبيعية الكوبالت والكولتان واستمرار الصراع في شرق البلاد.
كما تبرز العديد من التساؤلات الفرعية ومنها: كيف تركت الخبرة الاستعمارية تأثيراتها في جمهورية الكونغو الديمُقراطية، هل يمثل التكالب الإقليمي والدولي على موارد الكونغو الديمُقراطية أحد أسباب الحرب أم أنه جاء نتيجة للحرب؟ وما القُوى السياسية والمجتمعية المؤثرة في الكونغو؟ ما المظاهر المتعددة لضعف الدولة في الكونغو لهذا الحد؟ وكيف يمكن تفسير هذا الضعف؟ وللإجابة على التساؤلات السالف ذكرها، تتبنى الدراسة تعددية منهجية تقوم في الإطار العام على كل من الاقتراب البنائي ونظريات اقتصادات الحرب والمصالح.
الاقتراب البنائي: يرتكز الاقتراب البنائي في دراسة الدولة في إفريقيا عامة وفي الكونغو الديمُقراطية بصفة خاصة على مثلث صراعي يتكون من: التنافس على سلطة الدولة، الصراع على توزيع الموارد، التفاوت الاجتماعي والتنوع القائم على الهوية، وبالنظر إلى جمهورية الكونغو الديمُقراطية يلاحظ طبيعة التنافس على سلطة الدولة وعلى حجم الفوائد التي تجنيها القُوى السياسية والمجتمعية والرأسمالية العالمية، واستنادًا إلى الاقتراب البنائي، تتمتع جمهورية الكونغو الديمُقراطية بثراء في الموارد الطبيعية.
وتدرك النظم السياسية بها والرأسمالية العالمية والقُوى السياسية والمجتمعية الأخرى أن الإمساك بالسلطة والاحتفاظ بها يشكل الميدان الرئيسي لتراكم الثروة، ولذلك؛ يكون التنافس للسيطرة على سلطة الدولة، لا سِيَّما السيطرة على المدن الاستراتيجية، مثل: جوما، وكينشاسا وكيفو، ومن يسيطر على كينشاسا، يظل في السلطة بضمان من قِبل الأمم المتحدة نفسها. ومن يسيطر على باقي المدن الأخرى يضمن لنفسه مكانًا على قائمة التفاوض والاستراتيجيات المتعددة.
ونظريات اقتصادات الحرب والمصالح لديفيد كين Economics of War Theories: ينظر أصحاب هذا الاقتراب للحرب والصراعات الأهلية على أنها تمثل استجابة للأحوال الاقتصادية المتغيرة الناجمة عن الأزمة الاقتصادية والتدهور الذي حدث في الثمانينيات والتسعينيات. ومن هنا، يمكن القول إن الحرب لا تعكس عملًا غير رشيد، ومن ثَمَّ، يقدم الاقتراب تفسيرًا للديناميات قصيرة الأجل للحرب، بما في ذلك صعوبات حل الصراع، ويجيب على مسائل مثل ظاهرة لوردات الحرب، وعملية تجنيد من لا عمل له، والتواطؤ الذي يحدث بين الجيوش النظامية والميليشيات والصراع على المناطق الغنية بالمعادن. ولفهم العنف في الحروب الأهلية ينبغي تفسير الاقتصاديًّات التي تدعمها وتشكل جزءًا منها، حيث يمكن للعنف أن يأتي بمصالح أو فرص اقتصادية لبعض الجماعات سواء في قمة المجتمع أو في قاعدته؛ حيث أصبحت الحرب استمرارًا للاقتصاد بطرق أخرى.