البابا تواضروس في عظة قداس العيد الـ 12 لتجليسه: وجودنا معًا أقوى من 100 عظة
الإثنين 18/نوفمبر/2024 - 04:52 م
احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الاثنين 18 نوفمبر 2024 الموافق 9 هاتور 1741 بالتذكار الثاني عشر لتنصيب قداسة البابا تواضروس الثاني بابا وبطريركًا على عرش القديس مار مرقس الرسول.
وأقيم بهذه المناسبة قداس احتفالي احتضنته كنيسة التجلي في مركز لوجوس بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، تولى قداسة البابا خدمته وشارك فيه حوالي 100 من الآباء المطارنة والأساقفة ووكيلا البطريركية بالقاهرة والإسكندرية، ومدير مكتب قداسة البابا، وسكرتيرو ومساعدو قداسته من الآباء الكهنة والرهبان.
التذكارات التاريخية التي تحتفل بها الكنيسة القبطية
وفي عظة القداس، أشار قداسة البابا إلى التذكارات التاريخية التي تحتفل بها الكنيسة القبطية اليوم، وهي تذكار مجمع نيقية الذي حضره 318 أسقف، ورفض بدعة آريوس. وأيضًا تذكار تدشين الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس عام 2018.
وعن ذكرى تجليس قداسته قال: واليوم أيضًا ذكرى مرور 12عامًا على إقامة ضعفنا لخدمة كنيسته المقدسة، ولا شك أن الإنسان عبر السنين يكتسب خبرات ويعرف ويتعلم أكثر، مضيفًا: يليق بنا في مثل هذه المناسبات أن نقول نشكرك يارب لأنك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وقبلتنا إليك وأشفقت علينا وعضدتنا وأتيت بنا إلى هذه الساعة.
وأوضح أن هناك 5 خواطر تصلح كمبادئ حاكمة للخدمة الرعوية:
1- محو الأمية الكتابية عمل مهم لكن الأهم العمل بالكتاب المقدس:
ولفت إلى أهمية الأنشطة الكتابية التي نقيمها في الخدمة من تفسير ومسابقات، مشددًا على أنها تستطيع أن تمحو الأمية الكتابية، ومع أهميتها إلا أن الأهم هو كيف نزرع الحياة بالإنجيل في نفوس شعبنا في كل ظروف حياتهم. مشيرًا إلى مقولة القديس القمص بيشوي كامل الإنجيل المعاش أي الحياة بالإنجيل، مطالبًا الآباء بالاهتمام بترسيخ الحياة بالإنجيل على مستوى الأسرة والخدمة والكهنة، مشددًا على أنها مسؤوليتهم الأولى.
2- خدمة التعليم مهمة ولكن لا غنى عن خدمة السلام:
واستكمل: لقب السيد المسيح في الكتاب المقدس هو المعلم الصالح ولكننا نلقبه أيضًا بـ صانع السلام، ونحتاج أن نعلم أبناءنا الخدمة والتعليم نحتاج بالأكثر أن نعلمهم كيف يحفظون السلام، وأعظم خدمة نقدمها هي أن نزرع السلام في نفوس شعبنا، وفي البيت وفي الخدمة وفي الكنيسة.
3- حراسة الإيمان والعقيدة أمر لا غنى عنه:
وواصل: التقوى هي مخافة الله والأمانة في القول والفعل، والعقيدة السامية هي التي تثمر "تقوى" لأن التقوى هي التي سنقف بها أمام الله في اليوم الأخير، لذا احذروا ممن يحولون حراسة العقيدة إلى معركة ودعوة لكراهية الآخرين والدخول في صراعات، مستكملا: يجب أن نعلم أن كنيستنا راسخة وإيمانها مستقيم، ربت أجيال عديدة في هذا الإيمان، ويجب أن نعلم أولادنا الإيمان ولكن مع التقوى.
4- استخدام التكنولوجيا مهم ولكن يجب أن تكون القدوة الشخصية والنموذج هما العنصر المؤثر في كلامنا على وسائل التواصل الاجتماعي:
وزاد: يجب أن نختار كلماتنا وألفاظنا في التعليم، في الخدمة، في الافتقاد، ولا سيما في عصر التكنولوجيا التي توفر إمكانيات أكبر للتعليم والخدمة، ولننتبه إلى أن السيد المسيح لم يؤلف كتبًا ولكنه قدم نفسه كنموذج وقدوة وبهذا غَيَّرَ حياة ملايين من الناس.
5- خدمة كل واحد منا في مكانه الإيبارشية أو الأدير مهم.. ولكن تجمعنا ووجودنا معًا له أهمية خاصة:
واستطرد: وجودنا معًا اليوم غنى، وهو أقوى من 100عظة، وحينما يرانا الناس معًا كآباء يفرحون ويشعرون بالطمأنينة، وحينما نلتقي ونتحاور ونتقارب ونتشاور ونتبادل الخبرات، نزداد وننمو وتنمو الكنيسة.
وأكد قداسته أن الهدف الأساسي من إنشاء مركز لوجوس أن يكون لآباء المجمع المقدس مكان للإقامة والخلوة وإقامة حلقات دراسية ونقاشية لهم، هو أمر يحتاجه كل واحد منا بشدة.
ويذكر أنه جرى تنصيب قداسة البابا تواضروس الثاني على الكرسي المرقسي يوم الأحد 18 نوفمبر 2012 ليصبح البطريرك الـ 118 في سلسلة باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.