متحدث التعليم الفلسطينية: 630 ألف فلسطيني محروم من التعليم.. واستشهاد 12 ألف طالب وهذه خطتنا بعد الحرب| حوار - مصر بوست
عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع مصر بوست نقدم لكم اليوم متحدث التعليم الفلسطينية: 630 ألف فلسطيني محروم من التعليم.. واستشهاد 12 ألف طالب وهذه خطتنا بعد الحرب| حوار - مصر بوست
أكثر من 400 يوم على حرب إبادة لم تشهدها أرض فلسطين من قبل والتي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي حيث يستهدف من خلالها تشويه الهوية وتدمير التعليم في فلسطين، وتدمير 85% من المباني المدرسية بغزة فضلًا عن حرمان 630 ألف طفل من حقهم في التعليم.
قطاع التعليم العالي وقطاع التعليم الأساسي في غزة يتعرض لانتهاكات مستمرة ومتكررة على يد سلطات الاحتلال، وقوتها الغاشمة التي تتعمد ضرب مخرجات التعليم العالي والمدارس والقضاء على جودته ومنع الفرص المتاحة أمام الطلاب والأكاديميين، ناهيك عن تدمير الأبنية نفسها.
من خلال الحوار الصحفي الذي أجراه القاهرة 24 مع صادق الخضور المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، نسرد لكم كيف تقف فلسطين وشعبها في مواجهة حرب الإبادة الممنهجة التي تقوم بها دولة الاحتلال الإسرائيلي لتدمير التعليم والهوية الفلسطينية.
وإليكم الحوار..
في البداية.. ما هي رسالتك لطلاب فلسطين وغزة بالتحديد في ظل الحرب الغاشمة؟
رسالتنا إلى الطلاب الفلسطينيين بشكل عام هي أن التعليم هو خيارنا بالتأكيد وخيارنا الاستراتيجي، ونحن نسعي جاهدين لتوفير الحق في التعليم ونسعى جاهدين لإعمال هذا الحق بكل الطرق الممكنة، والتعليم بالتأكيد لا يستثني أو يستبعد أحدًا، ونحن نولي اهتمامًا خاصًا بالتعليم في المناطق المهمشة والنائية والمستهدفة.
أما رسالتنا للطلاب في قطاع غزة هي أن هذا العدوان قد أصاب بالفعل مفاصل العملية التعليمية إنه يستهدف البشر والحجر على حد سواء، وعندما أتحدث عن الطلاب والمعلمين والجامعات، أتحدث عن أطفال الجامعات وأطفال المدارس، والأبنية التعليمية، وما إلى ذلك يعني من الطلاب الشهداء، الطلاب المصابين، ولذا فإن قضية استهداف التعليم هذه تجعلنا أكثر إصرارًا على الدفاع عن هذا الحق واستعادة الحق في التعليم لبناء أمتنا.
كيف تعمل مع الجامعات والمدارس على استكمال العملية التعليمية وسط الحرب؟
العمل مع المدارس والجامعات لإتمام العملية التعليمية يأخذ أكثر من منحي، بالنسبة للمدارس فهي متوقفة منذ 9 سبتمبر من هذا العام في المقام الأول، وتم استئناف العملية التعليمية من خلال المدارس الافتراضية، وكان لدينا خطة في حالة انتهاء الحرب وكانت سيتم تنفيذها عند انتهاء الحرب، لكن عندما طال أمد الغزو واستمر الأمر لعام دراسي جديد، أي ما يقرب من عام، هناك 630 ألف تلميذ محرومين من التعليم مع وجود طلاب جدد كان المفروض أن ينضموا للتعليم، وكان من المفترض أن يكونوا في الصف الأول، لذلك استمر أمر تطبيق المدارس الافتراضية، وتم تسجيل أكثر من 237 ألف تلميذ في هذه المدارس حتى الآن، هناك بالطبع تفاوت في معدلات الحضور اليومي بسبب طبيعة الظروف على أرض الواقع فيما يخص بالإنترنت، والكهرباء، وما إلى ذلك، خاصة في شمال غزة في الأسابيع الأخيرة.
أما بالنسبة للجامعات، فقد كانت هناك بالطبع عدة مستويات لتطبيق التعليم عبر الإنترنت، ففي بداية الحرب كان هناك 20 ألف طالب تقريبًا من طلاب غزة مسجلين في جامعات الضفة الغربية ذلك من خلال مبادرات من هذه الجامعات حتى تم تطبيق التعليم الإلكتروني في غزة، فإن هذا الموضوع يتعلق بالتأكيد بغالبية التخصصات ولكن أيضًا ببعض التخصصات ذات الطابع التطبيقي لا نستطيع تطبيقها، لا سيما الرياضيات والهندسة والصيدلة والتمريض بالطبع، يتم البحث عن حلول من خلال، على سبيل المثال، إمكانية تسجيل الطلاب كطلاب زائرين في الجامعات الأجنبية.
وكان هناك توجيه من الوزارة لتوفير فرص خارجية في دول مثل باكستان وجنوب إفريقيا لإعطاء الفرصة لعدد من الطلاب للالتحاق بهذه الجامعات بالطبع، ونحن نتحدث بشكل خاص عن الجانب التطبيقي والطب وقد نجحنا في ذلك.
ما هي خططتم القريبة والبعيدة لاستكمال العملية التعليمية وسط الحرب؟
تم ضغط العام الدراسي السابق والحالي في عام دارسي واحد بسبب الحرب، وتم تحويل الدراسة إلى إلكترونية، وقد لجأنا إلى هذا الخيار وفقًا لعدد من الضوابط التي نسعى جاهدين للعمل عليها، ونأمل ألا ينعكس ذلك سلبًا على مهارات الطلاب أو مستوى المعرفة والمهارات والقدرات التي ينبغي أن يتمتع بها الطلاب.
والحديث عن استئناف العملية التعليمية في مستويين على المدى القريب والبعيد، فيما يخص توفير المدى القريب فتم توفير المدارس الافتراضية وهو خيار صعب حيث أن التعامل الإلكتروني هو صعب وسط الحرب على اعتبار أن هذا الموضوع يتطلب كهرباء، وتوفر الإنترنت بشكل دائم، وذلك وسط تدمير البينة التحتية في غزة من شبكات الكهرباء وشبكات الإنترنت، وعلى المدى البعيد موضوع إعمار ما تم هدمه وتجاوز كل ذلك، وتوفير بدائل على المدى البعيد يستغرق وقتا.
هل هناك تغيير في نظم التعليم في فلسطين بعد الحرب؟
نعم اعتمدنا نظام الرزم التعليمية من خلال تخفيف العبء الدراسي عن الطلاب والمعلمين بسبب ما يحدث في فلسطين من حرب دمار، وقمنا بتلخيص المواد التعليمية وتوفيرها لجميع الطلاب من خلال نظام إلكتروني، وسنعمل على تواجدها ورقيا في أيدي الطلاب في القريب العاجل.
ما هو إجمالي الخسائر المادية والبشرية في قطاع التعليم؟
نتحدث عن 12 ألف طالب شهيد في المدارس والجامعات، وأكثر من 22 طالب جريح من 4 آلاف أصبحوا من ذي الإعاقة، واستشهاد 500 من الكوادر الجامعية والمدرسية تقريبا، وتدمير أكثر من 293 مبنى من أصل 307 مباني حكومية من إجمالي 442 مبنى قبل العدوان، على اعتبار أنه كان لدينا 135 مدرسة تعمل بنظام الفترة الثانية، والآن الوضع تعقد، وهناك مدارس وكالة غوث أيضا تضررت، وتهدمت بعض المباني المدرسية الحكومية وهناك أكثر من 70 مبنى أزيل بالكامل، وهذا الموضوع يضعنا أمام وضع استثنائي صعب.
أيضا في الجامعات هناك أكثر من 50 مبنى جامعي تعرض لأضرار، والمتحف الجامعي الوحيد أيضا تهدم، والمستشفى الجامعي الوحيد تهدم، وبالتالي الأضرار البشرية والمادية هي أضرار بالغة بمعني الكلمة.
هل تم تحويل التعليم في غزة إلى تعليم إلكتروني؟
التعليم الإلكتروني تم تطبيقه للتلاميذ من خلال مدارس افتراضية لتلاميذ المدارس، وهذه المدارس تدرس في فترة ما بعد الظهر، أما بالنسبة لطلاب الجامعات أيضًا، كما ذكرنا سابقًا، تم استضافة طلاب غزة بعد أشهر قليلة من بدء الحرب من خلال جامعات الضفة، وبعد ذلك اعتمدت الجامعات خيار التعليم الإلكتروني، حيث أصبح لكل جامعة نظامها الخاص ببوابتها الإلكترونية الخاصة، كما أن الوزارة لديها منصة تعليمية خاصة بها، وهو ما يعني أن مسألة التعليم الإلكتروني لا تقتصر على توفير التعليم فقط ولكن هناك سبل أخرى لتوفير التعليم من خلال التعاون مع دول خارجية.
كيف تنسق مع مصر وباقي الدول بشأن المساعدة في استكمال العملية التعليمية؟
يتم التنسيق مع الدول التي يوجد فيها تلاميذ غزة وفلسطين في الخارج، ومعظمهم يتركزون في مصر، حيث تم توفير مدرسة حكومية لإجراء امتحانات الثانوية العامة فيها لطلاب فلسطين، وكذلك إجراء امتحان ثانٍ في نفس المدرسة.
كما أنه يتم دراسة إمكانية إنشاء مراكز تعليمية لتعليم الطلاب في ظل استمرار الحرب، وأيضا توفير إمكانية الحصول على التعليم الإلكتروني في معظم الدول التي يسعى طلابنا من طلبة الثانوية العامة المنتشرين في 29 دولة للحصول عليه، من بينهم مصر حيث تم مساعدتنا علي تطبيق التعليم الإلكتروني في غزة.
استهداف العلماء والجامعات بشكل واضح.. ما هو تعليقك؟
استهداف الأكاديميين والجامعات يندرج في إطار استهداف التعليم، فاستهداف النظام التعليمي يعني استهداف كل ما يعزز النظام التعليمي الفلسطيني والوعي الفلسطيني والهوية الفلسطينية، وكل ما يتعلق بالرواية الفلسطينية، الجامعات ومدراء الجامعات مستهدفون وكل فلسطيني مستهدف، وذلك بشكل ممنهج وليس بسبيل الصدفة.
مصير الطالب العالق ولم يحالفه الحظ في الانضمام لإحدى الجامعات؟
نحن الآن نحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل الحرب غير المسبوقة التي تشن على الدولة الفلسطينية، وذلك من خلال توفير التعليم الإلكتروني للطلاب، أما مصير الطالب العالق والطالب الذي لم يلتحق بعد بالمدرسة سواء في المدرسة أو الطلاب الذين لم يتم قبولهم في الجامعة بسبب ظروفهم، أو الذين ساءت ظروفهم، وطلاب ذو التخصص التطبيقي سيتم توفير فرص لهم للتعليم لاحقًا وفقا لعدد من الآليات المنظمة التي سيتم الإعلان عنها في وقتها.
ما هي التسهيلات التي ستقدمها للطلاب الذين فقدوا أوراقهم الثبوتية الجامعية ؟
موضوع الأوراق الثبوتية تم تداركه للجامعات، من خلال الحصول على نظام الرقمي للجامعات، وبالتالي في جميع الحالات سيتم العودة والاعتماد على قاعدة البيانات التي تم توفيرها في وزارة التربية والتعليم العالي بهدف الاعتماد عليها والانطلاق منها في تحديد مسار أي طالب مستقبلا، بما يضمن يعني التحقق من المعلومات والبيانات الخاصة بالطالب، ويمن حق الطالب في استمرار تعليمه.
وهذا الأمر ينطبق على الجامعات والمدارس، ونحن في المدارس نقوم في الوقت الجاري على تدقيق البيانات للطلبة الموجودين في المدارس في القطاع وعددهم 237 ألف طالب، حيث نقوم بالتحقق بأحقية تواجد الطالب في الصف الطالب الذي يدرس فيه، وهناك عمليات أخرى نعمل عليها من خلال الرقمنة في التعليم ونعمل على عقد امتحانات الثانوية العامة وطريقة التقييم له من خلال النظام الافتراضي.
ما خطة العملية التعليمية عقب انتهاء الحرب وأبرز ملامحها؟
عقب انتهاء الحرب، بالتأكيد لدينا خطة تبدأ بإجراء مسح شامل للوقوف على حجم الأضرار التي قام بها جيش الاحتلال، ولدينا خطة تتركز على تدخلات في المدارس والجامعات، من خلال توفير بدائل المباني المدمرة عن طريق قوات الاحتلال، وخطة لتعويض الفاقد التعليمي لجميع الطلاب بناء على ما تم مستويات بطبيعة الحال سواء لمن التحق بالمدارس الافتراضية أو من لم يلتحق أو الطلاب بالتعليم الإلكتروني في الجامعات أو لمن يلتحق، وهناك خطة أيضا فيما يخص الجانب النفسي، وعلاوة على كل ذلك من ضمن الخطة التي سنعمل عليها، سنعمل على توفير وسائل إسناد تكنولوجية إضافية لإنترنت، والمنصات.
ما هو ردك على اتهامات بترك السفارة الفلسطينية بمصر طلابها بعد فقدان أوراقهم؟
السفارات الفلسطينية بشكل عام شريك أساسي لإنقاذ التعليم لطلابنا في الخارج، وفيما يخص السفارة الفلسطينية في مصر فنحن تواجدنا في السفارة أكثر من مرة، ونشهد على حرص الوزارة على توفير كل التسهيلات اللازمة للطلاب، وأهمها عقد امتحان الثانوية العامة للطلاب الفلسطينيين في مصر، ونعمل معا على إصدار وثائق للطلاب وأوراق للطلاب وتصديق للطلاب من الخارجية في فلسطين، وكل ما يلزم الطلاب كانت تسعى السفارة لإنهائه، ولم يرد إلينا أي شكاوى في هذا الأمر، وبالفعل زرنا السفارة وشهدنا كيف يتم التسهيل علي الطلاب، ومع العلم أن هذا الملف الذي تديره السفارة هو ملف ليس سهل بالمرة، ونتحدث تقريبا عن 19 ألف طالب مدرسي من قطاع غزة موجودين في مصر، منهم 5 آلاف طالب جامعي في مصر، وتم توثيق بياناتهم وتزويدهم بأي وثائق تلزمهم.
ما هي رسالتك في النهاية للطلاب وللجميع؟
نأمل أن يتفهم الجميع أن العملية التعليمية في قطاع غزة ليست بالسهولة التي يتخيلها كثيرون، لكن هي أيضا ليست مستحيلة ونعول على إرادة الطالب في غزة والمعلم في قطاع غزة وولي الأمر لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.