باحث في العلاقات الدولية: هناك خطة غربية للسيطرة على موارد أفريقيا - مصر بوست
عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع مصر بوست نقدم لكم اليوم باحث في العلاقات الدولية: هناك خطة غربية للسيطرة على موارد أفريقيا - مصر بوست
06:27 م الجمعة 15 نوفمبر 2024
كتب- حسن مرسي:
قال الباحث في العلاقات الدولية، حامد عارف، إن ألمانيا وافقت أخيرًا على السماح لتركيا بشراء 40 طائرة يوروفايتر تايفون، وهو ما أكده مؤخرًا وزير الدفاع التركي يشار جولر في مقابلة مع قناة الأخبار التركية.
وأضاف "عارف"، خلال مداخلة هاتفية على شاشة "الحدث"، أن هذا القرار يمثل تحولًا كبيرًا، نظرًا لأن ألمانيا حافظت سابقًا على موقف حازم ضد بيع طائرات مقاتلة متقدمة لتركيا، مدفوعة بالمخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي والتاريخ الأخير لتركيا في التورط العسكري في الصراعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتابع أنه على مدار الشهور الأخيرة، ازداد بشكل ملاحظ التعاون بين برلين وأنقرة خصوصًا في الملف الأفريقي، لما له من مصالح مشتركة بين البلدين، حيث تبحث تركيا على توطيد العلاقات مع دول الإتحاد الأوروبي لضمان الانضمام لاحقًا إلى الاتحاد وتحسين القدرة الاقتصادية للبلاد، وبالنسبة لألمانيا، فهي تسعى لزيادة نفوذها في المناطق التي تخضع للنفوذ التركي في القارة الأفريقية دون أن تتدخل بشكل مباشر، واختارت العمل مع وكلاء وشركات للتغطية على عملها في البلاد الأفريقية.
وأوضح عارف، أن شراء تركيا للطائرات الألمانية يأتي ضمن هذا التوجه، حيث كانت ألمانيا ترفض عقد صفقات مشابهة مع تركيا، بسبب قلقها بشأن أنشطة أنقرة في المناطق القريبة من أوروبا، وقد أدت عمليات البلاد في سوريا وليبيا ووجودها الموسع في شرق البحر الأبيض المتوسط إلى تأجيج المخاوف داخل أوروبا بشأن التصعيد المحتمل والآثار على الاستقرار الإقليمي.
وأكد عارف، أنه مع استمرار العمل التركي داخل هذه البلاد وإعطاءها ضمانات للدول الغربية أن مصالحها لا تتعارض مع التدخل التركي، تبدل الرفض الألماني للتعاون مع تركيا، وأصبحت ألمانيا تعتبر أنقرة شريكًا موثوقًا للوصول للنتائج المطلوبة في الدول التي تتواجد فيها تركيا عسكريًا.
واستطرد: "ألمانيا تستخدم منهجيات أخرى لزيادة نفوذها وتحقيق مصالحها في القارة السمراء، منها استئناف شركة النفط النمساوية OMV عملها في ليبيا في أكتوبر الماضي، فالشركة النمساوية تربطها علاقات تعاونية ضخمة بألمانيا، وشاركت في عدة مشاريع رعتها برلين، ودخولها الى ليبيا جاء لتحقيق مصالح ألمانية في مجال الطاقة خصوصًا بعد الأزمة الروسية – الأوكرانية وتوجه الغرب لسوق الطاقة الأفريقي لتأمين احتياجاته وتقليل اعتماده على الطاقة الروسية".
وأشار إلى أن بعض وسائل الإعلام نقلت بعض التقارير والمعلومات، نقلاً عن شهود عيان، حول تواجد خبراء ومتخصصين ألمان في "مصفاة الزاوية" النفطية، وتؤكد المصادر، أن الوفد غادر في 23 من أكتوبر الماضي إلى السفارة الألمانية في العاصمة طرابلس، بعد حصول اشتباكات في محيط المصفاة.
ولفت إلى أن برلين بدأت بالفعل منذ فترة وعبر مجموعات صغيرة من المتخصصين والخبراء بالتدخل والسيطرة على عمل مصافي النفط الليبية ونشاط المؤسسة الوطنية للنفط، وتعتبر هذه التصرفات بداية لمشروع أوسع.
كما لفت إلى أن ألمانيا تعتمد حاليًا على منهجين رئيسيين للتواجد في الدول الأفريقية لتحقيق المكاسب الاقتصادية هناك، المنهج الأول يعتمد على التعاون مع الدول المتواجدة هناك وتقديم بعض الخدمات لها مقابل مزايا أخرى وتطوير النفوذ، والمنهج الأخر يعتمد على الشركات والمنظمات الربحية وغير الربحية للتواجد على الأرض دون لفت الانتباه ولتجنب تشابك المصالح مع قوى أخرى كفرنسا وغيرها.