تفاصيل جديدة عن توسع إسرائيل في القنيطرة القريبة من خط وقف إطلاق النار بالجولان المحتل
نشر في: الإثنين 18 نوفمبر 2024 - 3:03 م
آخر تحديث: الإثنين 18 نوفمبر 2024 - 3:03 م
في الوقت الذي تتوجه فيه الأنظار إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان، ومع ضربات لا تكاد تتوقف على العاصمة السورية دمشق، تشهد المناطق القريبة من خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل جنوبي سوريا توسعا إسرائيليا وتوغلا بريا يصفه أبناء المنطقة "بغير المسبوق".
وتعتبر إسرائيل هذه الأنشطة جزءا من استراتيجيتها "لتحييد" الجولان من أي تهديدات محتملة من إيران أو حزب الله، واستغلت هذا الوضع أيضا لتوسيع نطاق سيطرتها على المنطقة التي تتبع لمحافظة القنيطرة، وذلك في ظل تبنّي النظام السوري سيناريو "النأي بالنفس والابتعاد عن ساحة المعركة".
وتوجهت الجزيرة نت لرصد طبيعة التحركات الإسرائيلية في الجولان المحتل، وكيف يتكتم الجيش السوري إعلاميا على هذا التمدد، لكشف واقع التوغل الإسرائيلي.
-توسع غير مسبوق
"أي شخص يحمل كاميرا أو يحاول الاقتراب من الحدود يكون رهن الاعتقال، فأبناء القنيطرة مستهدفون من جيش الاحتلال ومن النظام السوري"، بهذه العبارة بدأ الناشط في محافظة القنيطرة عمر محمد حديثه للجزيرة نت عن تحركات جيش الاحتلال في مناطق الجولان المحتل، بحسب موقع "الجزيرة.نت" الإخباري.
ويقول عمر، إن محافظة القنيطرة الحدودية مع فلسطين المحتلة تشهد اختراقات متكررة من الدبابات الإسرائيلية التي تجتاز الخط الفاصل مع الجولان السوري المحتل، وتتمركز في قرى ريف القنيطرة مثل قرية كودنة وقرية حضر، إلى جانب بناء سواتر جديدة.
وفي حين وثقت كاميرا الجزيرة نت دخول وتوغل دبابات وجرافات الاحتلال الإسرائيلي التي اجتازت الشريط الحدودي باتجاه الأراضي السورية، كشفت مصادر هناك أن إسرائيل بدأت بشق طريق على مسافة 200 متر غربي بلدة عين التينة باتجاه قرية حضر، كما تعزز من وجودها حول الطريق وتتعمد حرق المزارع وتجريف البساتين لتسهيل عمليات الحفر.
ونتيجة لعمليات الجرف، فقد أهالي القنيطرة مصدر دخلهم، إذ تشكل الزراعة وتربية المواشي مهنة أساسية لهم، ويقول محمد إن عائلته فقدت نحو 300 دونم "الدونم يساوي ألف متر مربع" من أراضيها المتاخمة للحدود، كما الكثير من العائلات.
ويشهد رعاة الأغنام تضييقا ومنعا من الحركة، بل يعيش أبناء القنيطرة حالة من الفوضى والترقب والخوف من مستقبل المنطقة التي باتت تشهد سقوط طائرات مسيرة ترسل من جانب الاحتلال ودائما ما تسفر عن أضرار بشرية ومادية.
يتفق ما سبق مع حديث الإعلامية السورية الموجودة في الجولان المحتل لميس أبو عساف التي تضيف أن إسرائيل تعمل مؤخرا على تكثيف وجودها الاستيطاني في مناطق عالية الإستراتيجية لقربها من الحدود السورية مثل "كتسرين" و"مجدل شمس"، إضافة إلى مستوطنات "عين زيفان" و"نفي أتيف" و"رمات مغشيميم".
ويبدو أن التوسع لا يقتصر على الوجود العسكري لتأمين الحدود كما يدّعي جيش الاحتلال، إذ تقول أبو عساف -في حديثها للجزيرة نت- إن إسرائيل خلال الأشهر الماضية عملت على زيادة أعداد المستوطنين إلى أكثر من الضعف، وكثفت من استثماراتها وخصصت ميزانيات كبيرة لتطوير البنية التحتية والخدمات في المستوطنات، إلى جانب التوسع في احتلال الأراضي الزراعية والصناعية وخلق مصادر دخل دائمة تعزز بقاء المستوطنين.
وكان تقرير أصدره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في الثاني من أكتوبر، قد حذر من زيادة مقلقة في المستوطنات الإسرائيلية داخل الأرض الفلسطينية المحتلة ومرتفعات الجولان السورية المحتلة، مؤكدا أن إنشاء المستوطنات وتوسيعها المستمر يشكل نقلا للمدنيين الإسرائيليين إلى الأراضي المحتلة، وهي ممارسة محظورة بموجب القانون الدولي الإنساني، كما أكدت محكمة العدل الدولية.
وقانونيا، تشكل هذه التحركات مخالفة لنصوص اتفاقية فض الاشتباك التي وقعت في 31 مايو 1974، ومع القرار الأممي رقم 338، الذي ينص على وقف الأعمال العسكرية على جميع جبهات "حرب أكتوبر"، من ضمنها جبهة الجولان، ومع قرار تبناه مجلس الأمن وصاغته الولايات المتحدة وروسيا يقضي بمنع أي نشاط عسكري في منطقة العزل وأي عملية عسكرية للجيش السوري.