عصر جديد و4 دروس مستخلصة من تعادل السعودية وأستراليا
تقاسمت السعودية وأستراليا نقاط مباراتهما معًا التي جمعتهما على ملعب ملبورن ضمن مباريات الجولة الخامسة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026 المقامة بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وسيطر التعادل السلبي على مباراة السعودية وأستراليا رغم ضياع عدة فرص من الطرفين أبرزها إلغاء هدف في الدقيقة الثالثة والتسعين لصالح الأخضر السعودي عن طريق سلطان الغنام بداعي التسلل على علي البليهي.
استحواذ سعودي
الشوط الأول من مباراة السعودية وأستراليا حمل سيطرة سعودية طويلة على الكرة حتى وصل الاستحواذ الأخضر إلى 78% مع انتهاء ربع الساعة الأولى انخفض إلى 68% قبيل نهايات الشوط بقليل.
اقرأ المزيد
لمسات المدير الفني الجديد للسعودي هيرفي رينار كانت واضحة في هذا الصدد، فعملية الخروج بالكرة كانت تتم بشكل جيد خاصة من الأطراف وتحديدًا جبهة ياسر الشهراني الذي كان مميزًا جدًا بكلتا قدميه في إخراج الكرة من أصعب المواقف، كما أخلى له فراس البريكان المساحة في تلك الجبهة أثناء صعوده بتحول البريكان باستمرار إلى مهاجمٍ ثانٍ في انتظار الكرات العرضية، لكن أطوال المنتخب الأسترالي كانت عائقًا كبيرًا للضيوف أمام الاستفادة من تلك العرضيات.
ربما ما كسر الاستحواذ السعودي في نصف الساعة الأولى هي تلك اللقطة الخطيرة التي احتسب فيها الحكم عادل النقبي ركلة جزاء على الحارس السعودي أحمد الكسار إثر تدخله العنيف بالرأس على مهاجم أستراليا دوك الذي تلقى كرة طويلة خلف الدفاعات، لكن الحكم الإماراتي عاد لاحتسابها خطأ من خارج منطقة الجزاء بعد مراجعة الفار.
السعودية وأستراليا.. الضغط العالي هو الحل
رغم ذلك إلا أن بعضًا من أبرز ملامح الخطورة في هذا الشوط خلال مباراة السعودية وأستراليا كانت من الضغط العالي للفريقين مع الضعف الواضح في سيطرة مدافعي أستراليا ووسطهم الدفاعي على الكرة فخطفها لاعبو السعودية في أكثر من مناسبة لكنهم افتقدوا للمسة قبل الأخيرة لصناعة الخطورة الحقيقية.
أهم فرص الأخضر خلال مباراة السعودية وأستراليا كلها كانت تلك الهدية التي انفرد بها النشيط السريع مروان الصحفي بحارس المرمى الأسترالي جو جوشي لكنه فشل في مراوغته ليحاول التسديد من وضعية صعبة لتتهادى الكرة إلى سعود عبد الحميد فتصدى لها حارس أستون فيلا من جديد قبل أن يشير حكم المباراة إلى وجود تسلل لم تتم إعادته للتأكد من صحته.
في المقابل كانت أبرز فرص الأستراليين في هذا الشوط عندما ضغطوا عاليًا ليستغل ماكجري إطالة ناصر الدوسري الاحتفاظ بالكرة ليخطفها فتتهيأ إلى هروسيتش الذي سدد بيسراه كرة ضعيفة في أحضان أحمد الكسار.
أفضلية أسترالية في النصف الثاني
الشوط الثاني شهد أفضلية للأستراليين الذين صاروا أخطر وأذكى في التعامل مع دفاع السعودية العالي أثناء عملية الضغط، لكن أبرز فرصهم تأخرت حتى الدقيقة 84 بعدما انفرد لاعبان من أستراليا بحارس المرمى فمرر براندون بوريلو إلى ماكجري الذي سدد باتجاه المرمى لتنشق الأرض عن سعود عبد الحميد الذي قام بإنقاذ مذهل بتصديه لتسديدة ماكجري المتهادية باتجاه المرمى الخالي.
وسط أفضلية أصحاب الأرض، كان هيرفي رينارد يحاول إعادة السعودية للندية فأجرى تبديلين بإشراك عبد الله الخيبري وعبد الله الحمدان الذي تألق مؤخرًا مع الهلال السعودي، وأخرج مصعب الجوير وصالح الشهري اللذين كانا اثنين من أقل لاعبي الأخضر اليوم.
اشتراك الحمدان تحديدًا منح بعض النشاط على الجانب الأيسر لكن دائمًا ما كانت العرضيات من تلك الجبهة تتهادى على رؤوس مدافعي أستراليا أو يد حارسهم.
في المقابل لم تكن تلك الفرصة الوحيدة للأستراليين التي أقلقت مضاجع الأخضر، بل تم اختراق الدفاعات السعودية في أكثر من لقطة خاصة في ربع الساعة الأخير وتحمل سعود عبد الحميد ضغطًا كبيرًا في هذا الصدد لكنه لم يستطع منع عرضية خطيرة من أن تُرسل إلى عمق منطقة الجزاء ولولا تدخل علي البليهي لكانت ربما في طريقها للشباك.
هدف تاريخي مع وقف التنفيذ!
مثلما هدد الأستراليون عكس التيار في الشوط الأول، كان السعوديون يفعلون نفس الشيء في الشوط الثاني بعدما كاد سلطان الغنام أن يوقع على هدف تاريخي يمنح السعودية فوزها الأول في تاريخها على أرض الأستراليين.
هدف سلطان الغنام الملغي في مباراة السعودية وأستراليا
بنفس طريقة تسجيل السعودية من ركلة ثابتة في مرمى الصين، كان الأخضر يهدد مرمى أستراليا بعرضية تم إخراجها كالعادة لكن ارتدادها منح البديل الغنام فرصة ذهبية للتسديدة فأطلقها أرضية سكنت الشباك وسط احتفالات خضراء صاخبة من اللاعبين أو من 3000 سعودي حضروا المباراة من المدرجات.
لكن الجميع فوجئ باحتساب تسلل على علي البليهي أكده الفار بعدما ظهر مدافع الهلال وهو يتداخل مع تسديدة الغنام التي مرت من بين ساقيه، وربما أهم التحفظات على اللقطة في عدم تثبيتها من مخرج المباراة أو إظهار خطوط الفار للتأكد من عدم تغطية جاكسون ايرفين على قدم البليهي الذي كان عليه التحرك بشكل أسرع وأنشط من تلك الطريقة المسترخية من العودة من التسلل على عكس ما فعله إيرفين الذي يمكنك ملاحظة كم كان حريصًا على الأمر أكثر من المدافع السعودي المثير للجدل دائمًا.
فسدت الفرحة السعودية لكن ربما يكون عزاؤهم في الوقت الحالي هو الاختلاف الكبير في الأداء بين عصر مانشيني البائد وعصر رينار الواعد لكن ما تزال المهمة ليست بالسهلة فأمام الأخضر 3 زيارات محفوفة المخاطر أمام إندونيسيا هذا الأسبوع وكذلك أمام اليابان والبحرين بينما تتبقى مباراتان فقط لهم على أرضهم أمام الصين وأستراليا.