تراجع الجزائر عن تصريحات حول إسرائيل يفضح تخبط الجنرالات
تعيش الجزائر على وقع جدل بسبب تصريحات لأحمد عطاف، وزير خارجية الجارة الشرقية للمغرب، في القمة العربية الإسلامية بالسعودية، دعا فيها إلى “عقوبات اقتصادية على إسرائيل”.
وتراجعت الخارجية الجزائرية، في بيان عمّمته على وسائل إعلام مقربة من النظام، عن هذه التصريحات، معتبرة أن “ما تم الحديث عنه من فرض عقوبات اقتصادية مرتبطة بوقف تصدير الدول العربية للبترول والغاز غير صحيح”.
واتهم البيان، وفق المصادر ذاتها، “صحفا خاصة بالبلاد بنشر ما لم يقله أحمد عطاف، وزير الخارجية”.
وأكد نشطاء جزائريون أن “هذا التراجع يوضح حالة التخبط التي يعيش فيها النظام الجزائري في قراراته الخارجية”.
شوقي بن زهرة، ناشط سياسي جزائري معارض مقيم في فرنسا، قال إن “تفاعل الخارجية الجزائرية، في بلاغ رسمي، فقط مع مقال جريدة خاصة يظهر بالفعل وجود حالة من التخبط داخل النظام العسكري الجزائري”.
وأضاف بن زهرة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الدبلوماسية الجزائرية تسير برأسين؛ أولهما نظام تبون، وثانيهما “النظام العسكري الحاكم الفعلي للبلاد”.
وتابع: “ليست المرة الأولى التي يقوم فيها نظام تبون بهذه المسرحيات، إذ أطلق الرئيس المعين سابقا تصريحات غريبة حول غزة؛ وهو ما أثار دهشة المصريين”.
وأورد المتحدث عينه أن النظام الجزائري ظهر أنه “يستطيع أيُّ كان أن يحرجه، حتى صحيفة خاصة تصدر بالبلاد دفعته إلى إصدار بلاغ رسمي”.
ودعت الخارجية الجزائرية، في بيانها، إلى “الاعتماد على تصريحات عطاف حرفيا”.
من جهته، قال العباس الوردي، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن “هذه الواقعة تظهر، بالفعل، حالة الاهتزاز التي يعيشها النظام الجزائري”.
وأضاف الوردي، في حديث لهسبريس، أن بيان الخارجية الجزائرية “فارغ المستوى، ولا يعبر عن موقف دولة، وينفي من دون مسوغات ما صرح به عطاف”، موضحا أن “هذا الوزير معتاد أن يخرج بتصريحات غريبة؛ بالنظر إلى ضعف تجربته، وهو الحال بالنسبة للرئيس تبون”.
وشدد المتحدث عينه على أن “الجزائر حاليا حذرة ومتخوفة من أي موقف قد يصدر عنها بخصوص الأزمات العالمية، بالنظر إلى صعود ترامب”.
وأشار الوردي إلى أن “عطاف يعاني من ازدواجية الخطاب، حيث في وقت يدعو فيه إلى العقوبات الاقتصادية يتراجع اليوم عن ذلك”.