تعاون أمني.. الهند تدخل ساحة التنافس في أفريقيا من بوابة نيجيريا
في وقت تتزايد التحذيرات الدولية من تحول منطقة غرب أفريقيا إلى محور جذب للإرهاب، اتفقت الهند ونيجيريا على زيادة تعاونهما الأمني والاستخباراتي، لتدخل كلاعب جديد على ساحة تنافس عالمي في القارة السمراء.
وزار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي نيجيريا ليُصبح أول رئيس وزراء هندي يزور البلد الأفريقي منذ 17 عاما.
وأتت زيارة مودي إلى نيجيريا بدعوة من رئيسها بولا تينوبو، الذي يسعى إلى جذب استثمارات من بعض أكبر الاقتصادات في العالم.
وذكرت وكالة "رويترز" أن نيجيريا والهند اتفقتا اليوم الأحد، على زيادة التعاون بينهما في مجالات الأمن البحري والمخابرات ومكافحة الإرهاب.
ووصل مودي إلى أبوجا مساء أمس، واجتمع مع تينوبو اليوم، حيث ناقشا التنمية الاقتصادية والدفاع والرعاية الصحية والأمن الغذائي.
ومع تزايد التهديدات في خليج غينيا والمحيط الهندي اتفق البلدان على تنسيق العمل لحماية طرق التجارة البحرية ومكافحة القرصنة.
وأتى الاتفاق الهندي النيجيري في وقت يواجه البلد الواقع في غرب أفريقيا تحدي نفوذ جماعة "بوكو حرام" الإرهابية في شمال شرقها، فضلا عن ظهور جماعة متطرفة جديدة في الغرب يُطلق عليها اسم "لاكوراواس".
زعزعة استقرار غرب أفريقيا خطر محتمل
وكان تقرير دولي، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، حذر من أن زعزعة استقرار بلدان غرب أفريقيا بالكامل في الأجل المتوسط يظل "خطرا محتملا".
وأشار تقرير لجنة مجلس الأمن بشأن تنظيمي "داعش" و"القاعدة" وما يرتبط بهما من أفراد وجماعات ومؤسسات وكيانات، إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي يسعى إلى الحصول على موطئ قدم في منطقة "سوكوتو" في شمال غرب نيجيريا.
ومنذ سنوات، يشهد شمال غرب نيجيريا ووسطها أنشطة عصابات إجرامية تهاجم القرى وتقتل وتختطف السكان وتحرق المنازل بعد نهبها.
وكان المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، مقره لاهاي، قال في تحليل العام الماضي إنه "يمكن لأي تدهور حاد في الوضع الأمني في النيجر أن يوفر للإرهابيين فرصة للسيطرة على حزام متواصل عبر الساحل من مالي إلى شمال نيجيريا".
وأوضح التحليل "قد يكون لمثل هذا التمدد أيضا عواقب وخيمة على دول غرب أفريقيا الساحلية، بما في ذلك بنين المجاورة، التي سجلت أسوأ عام لها من حيث العنف الإرهابي في عام 2022".
ولفت إلى أن "التعاون الوثيق بين بنين والنيجر وبوركينا فاسو ونيجيريا مطلوب لمواجهة التهديد الذي يشكله الإرهابيون".
تنافس دولي
وباتت أفريقيا خاصة غربها ساحة لتنافس دولي محتدم، تراجع فيه النفوذ الغربي لصالح روسيا والصين، وإلى جانب المصالح الاقتصادية برز ملف الدعم الأمني في ظل نشاط لجماعات متطرفة.
وفقدت فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا قواعد عسكرية عديدة في غرب أفريقيا، فيما تستعد روسيا لشغل هذا الفراغ.
وعلى خلاف روسيا والصين، بنت الهند علاقات وثيقة مع الغرب، وانخرطت في تحالفات مع الولايات المتحدة، لكنها حافظت أيضا على علاقات وثيقة مع موسكو ورممت علاقتها مع الصين.
وتعد نيجيريا -الدولة الغنية بالبترول- الاقتصاد الأكبر في القارة السمراء، وبوابة مهمة للولوج إلى أفريقيا.
aXA6IDMuMTI4LjMzLjIwOSA=
جزيرة ام اند امز
US