COP29.. حلول جديدة لقضايا النزوح القسري والهجرة الناجمة عن تغير المناخ

خلال مؤتمر الأطراف COP29 في باكو، ضمن الاجتماعات البرلمانية التي نظمها الاتحاد البرلماني الدولي، والبرلمان الأذربيجاني بشكل مشترك، عُقدت جلسة بعنوان "التنقل البشري وتغير المناخ: معالجة الهجرة والنزوح الناجم عن المناخ"، حسبما أفاد تقرير لوكالة "

وتمت مناقشة إمكانيات البرلمانات لتعزيز استراتيجيات الحماية للنازحين والمهاجرين.

وذكرت ميشيل يونيتاني، مسؤولة السياسات العليا والمستشارة الخاصة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خلال الجلسة، أن تغير المناخ يؤثر سلبًا على الفئات الضعيفة.

وقالت: "حاليًا، هناك أكثر من 100 مليون شخص نازحون قسراً، وهذا يشمل الأشخاص الذين تركوا منازلهم بسبب النزاعات، وأولئك الذين يعانون من تغير المناخ".

وبحسب يونيتاني، يتعين على البرلمانيين الاستماع إلى أصوات النازحين في جميع أنحاء العالم واتخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدتهم.

وأشارت أيو هيلين، ممثلة منظمة اللاجئين الدولية، إلى أن الكارثة المناخية حقيقية وتؤثر على الأشخاص ذوي الدخل المنخفض أكثر من غيرهم.

وقالت هيلين: "يواجه العديد من الناس اليوم خطر التحول إلى لاجئين بسبب تغير المناخ".

وأضافت: "نناقش كل عام مشاكل المناخ، ولكن لا يتم فعل أي شيء، لا تزال المناقشات جارية، حيث يستمر حدوث هذه الكوارث، وقد حان الوقت للانتقال من الكلمات إلى الأفعال، وبينما نتناقش حاليا، تقترب الكارثة".

وقال سانيبان بوابان، أحد المشاركين بالجلسة وعضو مجلس النواب التايلاندي، إن المزارعين هم أيضًا من بين الأكثر تضررًا من مشاكل المناخ.

وأكد ممثل تايلاند بالجلسة أن "زيادة حجم وعدد الفيضانات، فضلاً عن الجفاف، تؤثر بشكل خطير على الزراعة، ولهذا السبب، ينتقل المزارعون إلى المدن، ويحدث التوسع الحضري القسري".

وأضاف: "تحدث الكوارث المناخية بشكل متكرر في شمال وجنوب تايلاند، وفي كثير من الحالات، يتم تدمير البنية الأساسية، ويضطر الأشخاص الذين يعيشون هناك إلى الانتقال، حيث يعيش 30٪ من سكاننا في مناطق معرضة للخطر".

وبسبب درجات الحرارة المرتفعة التي سجلت خلال عام عام 2023، قالت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، أن هذا الاحترار المستمر أدى إلى تكثيف النزوح في جميع أنحاء العالم، مدفوعًا بمزيج من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المتأثرة بشكل متزايد بتغير المناخ.

ومن المفارقات، أنه في خضم هذه التحديات، تبرز القدرة على التنقل البشري كحل، وخاصة في الاستجابة للأحداث المناخية المتطرفة.

والاعتماد على الهجرة كجزء من الاستراتيجيات للتكيف يمكن أن يمكّن المجتمعات من الازدهار في ظل حالة عدم اليقين البيئي، وبناء القدرة على الصمود في مواجهة التأثيرات المستمرة لتغير المناخ.

وفي حين أن الأحداث الجوية المتطرفة مثل حرائق الغابات والفيضانات ودرجات الحرارة القصوى لا تستثني أحداً، فإن آثار تغير المناخ تختلف حسب موقع العالم.

وتتحمل البلدان الأقل مسؤولية عن انبعاثات الكربون أعلى تكاليف الآثار السلبية لتغير المناخ، على الرغم من كونها أفقر دول العالم، وتتطلب المزيد من الوقت والموارد للتعافي من الخسائر والأضرار.

ويتعرض الأشخاص المتنقلون بشكل خاص للآثار المروعة وطويلة الأمد لتغير المناخ.

حيث شهدت فيضانات الرياح الموسمية في عام 2022 في باكستان على سبيل المثال، نزوحًا جماعيًا للناس.

وفي نهاية عام 2023، ظل أكثر من 1.5 مليون شخص نازحين في البلاد، ولا يزال 40% منهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.

في مايو/أيار الماضي، تسبب الإعصار المداري موكا في نزوح 1.7 مليون شخص جديد في بنغلاديش وميانمار والهند، مما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، وخاصة بين السكان المعرضين للخطر بالفعل.

وأدى ما لا يقل عن 63000 نازح إلى اكتظاظ المخيمات البنغلاديشية، حيث يوجد مأوى للأشخاص النازحين بسبب الإعصار.

وقالت المنظمة إن اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن المناخ أمر بالغ الأهمية لمعالجة هذه الاتجاهات المقلقة، حيث تتفاقم نقاط الضعف في سياقات النزوح.