باحثون يطرحون سبل تعزيز التعاون بين دول بريكس لدعم الأمن الغذائى والمائى
في إطار فعاليات مؤتمر "بريكس: آفاق التعاون الاقتصادى والثقافي"، وفى جلسة بعنوان "بريكس والأمن الاقتصادى"، تم طرح عدد من الأوراق البحثية منها ما يتعلق بالأمن الغذائي وأمن الطاقة والأمن المائى.
وتحدث د.فتحى يوسف، مدرس الاقتصاد بجامعة بنها عن الأمن الغذائي، وقال إنه يعد إحدى قضايا الأمن القومى وله أبعاد سياسية واقتصادية، و40% من الغذاء العالمى يتم إنتاجه فى دول بريكس.
وفى ورقة بحثية عن بريكس والامن المائي، قال هيثم عمران، مدرس العلوم السياسية بجامعة السويس، إن الهند تعانى من التلوث المائي ، بينما تعتمد مصر بشكل شبه كامل على نهر النيل، وهو ما يؤكد أهمية الامن المائي، والذى يؤثر بدوره على الأمن الغذائى.
وتابع أن أهمية الأمن المائي تزداد مع تغير المناخ، وما ينطوى عليه من موجات جفاف مثلما حدث فى جنوب افريقيا على سبيل المثال.
ومن بين التحديات التي تواجه دول البريكس في هذا الشأن ندرة المياه، والتغييرات المناخية وتاثيرها على الزراعة وزيادة نسبة الملوحة فى الاراضى الزراعية.
وبحسب الباحث، فإن دول البريكس تحتاج إلى التعاون والتكنولوجيا والتبادل المعرفي فى هذا الشأن، وإنشاء مشروعات البنية التحتية المشتركة من خلال بنك التنمية المشتركة الذى تم إنشائه فى إطار بريكس.
وأكد الباحث على دور دول بريكس، لاسيما الصين والهند وروسيا فى توفير الغذاء، بما يستلزم التعاون بين الدول المنتجة للغذاء وتلك التى تعاني من انعدام الأمن الغذائي، ودعم برامج التنمية بين دول بريكس.
وفيما يتعلق بأمن الطاقة، قالت د.هبة خيرى، المتخصصة فى اقتصاديات الطاقة، إن مصر لديها إمكانيات هائلة للاستفادة من بريكس بتوطين تكنولوجيات الطاقة المتجددة، خاصة انها سوق واعد فى هذا المجال بإمكاناتها فى الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين الأخضر. وأكدت على الحاجة لوجود تشريعات وآليات لتنفيذ ذلك.
وتحدث السفير رؤوف سعد، مساعد وزير الخارجية الاسبق ، عن قضية الأمن الغذائى لما لها من تداعيات وآثار خطيرة خاصة فى أفريقيا، وقال إنها يمكن أن تسفر عن نزاعات سياسية، لذا تتطلب تعاون مع المنظمات الدولية.
من جانبه، قال د.سعيد عبد الخالق، الخبير الاقتصادى، ان بريكس تجمع وصل حجم إنتاج دوله إلى 25.8 تريليون دولار فى 2023 بينما كان إنتاجها 11.2 تريليون قبل 10 سنوات، وهو ما يعنى سرعة نموها الاقتصادى. كما أنها تستحوذ على 30 بالمائة من التجارة العالمية، وهذا يعنى انها جاذبة للاستثمارات.
ورغم تأكيده على أهمية المجالات المطروحة فى الأوراق البحثية، إلا أن عبد الخالق شدد على ضرورة التركيز على مجالات اخرى فى الاقتصاد، مثل الصناعة والتكنولوجيا والتجارة.
ويعقد مؤتمر بريكس: آفاق التعاون الاقتصادى والثقافى" تحت شعار "عضوية مصرية ورئاسة روسية"، فى البيت الروسى بالقاهرة، للتأكيد على دور التكتلات الاقتصادية فى مواجهة التحديات الناتجة عن التجولات فى النظام الدولى ، ودور بريكس التى اكتسبت اهتماما دوليا يعود فى المقام الأول إلى التأثير الاقتصادى والاجتماعى والثقافى المشترك للدول الأعضاء فيها ومن بينهم مصر.