أسرار كنيسة سان سابا بالإسكندرية: هنا أثر استشهاد القديسة كاترين ومُستقر الجرس الأثري الضخم - (صور)
10:03 م الإثنين 18 نوفمبر 2024
الإسكندرية - محمد البدري:
تصوير: مصراوي
في قلب مدينة الإسكندرية، تظل كنيسة سان سابا شاهدًا حيًا على تاريخ المدينة العريق، وجوهرة معمارية تروي قصصًا من الماضي وتعكس تاريخًا طويلًا من الإيمان والثقافة.
الكنيسة التي تعود إلى القرن السابع الميلادي ليست مجرد مكان للعبادة، بل هي أيضًا موقع أثري يعكس تاريخًا غنيًا ومعمارًا فريدًا تمتد جذوره من العصر البيزنطي وصولًا إلى العصر الحديث.
موقع مميز وتاريخ عريق
تقع كنيسة سان سابا في شارع سان سابا بمنطقة محطة الرمل بوسط الإسكندرية، وتعد من أقدم وأشهر الكنائس في المدينة. تتبع الكنيسة كاتدرائية الروم الأرثوذكس، ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 615 ميلادي.
معمار يوناني على أطلال معبد أبوللو
بُنيت الكنيسة على أطلال معبد قديم من العصر اليوناني الروماني كان يُعرف بمعبد أبوللو، وتتميز بأنها مبنية على الطراز اليوناني، فيما يعود تاريخ أقدم أجزاء الكنيسة الحالية إلى عام 1687 ميلادي.
القديس سابا: حياة ملهمة
القديس سابا، الذي سُميت الكنيسة باسمه، وُلد عام 439 في مدينة قيصرية بفلسطين وتوفي عام 533 ميلادي عن عمر 94 سنة. وكان أحد مؤسسي الرهبنة الشرقية وزار الإسكندرية خلال القرن السادس الميلادي.
أول مقر بابوي
تكتسب الكنيسة أهمية كبيرة كونها أول مقر بابوي لطائفة الروم الأرثوذكس في الإسكندرية، قبل أن يتم نقل المقر.
هدية القيصر التي تزن 3 أطنان
وتحتوي الكنيسة على واحد من أقدم وأثقل الأجراس في العالم، حيث يبلغ وزنه ثلاثة أطنان وصُنع من النحاس. يعود تاريخ صنع الجرس إلى عام 1838 بواسطة القائد الروسي الكمدار ميخائيل سيمنا في عهد قيصر روسيا نيكولا الأول، الذي أمر بإهدائه إلى مصر خلال فترة حكم محمد علي باشا.
جرس الكنيسة: تحفة وأثر
الجرس الضخم مسجل كأثر قبطي منذ عام 1997، وهو عبارة عن شكل مخروطي من النحاس، يبلغ ارتفاعه حوالي مترين وقمته على شكل تاج. يحتوي الجرس على زخارف دائرية نباتية وهندسية الشكل، مع نقش يمثل تصويرًا لأحد الملائكة وكتابات بارزة باللغة الروسية تتضمن تاريخ الإهداء واسم صانع الجرس.
ونظرًا لثقل الجرس، لم يتم تنصيبه على أحد أبراج الكنيسة، بل وُضع يمين المدخل في الفناء الخارجي على منصة رخامية حديثة. يتم حاليًا ترميمه وصيانته من قبل مجموعة متخصصة في ترميم المعادن بوزارة الآثار.
8 أعمدة رومانية
في صحن الكنيسة، توجد ثمانية أعمدة قديمة من الجرانيت ترجع للعصر الروماني، وهي جزء من الهيكل الأصلي للكنيسة.
مكان استشهاد القديسة كاترين
تضم الكنيسة كتلة رخامية يُعتقد أنها جزء من العمود الذي استُشهدت عليه القديسة كاترين. توجد في صحن الكنيسة أيضًا الأعمدة الرومانية التي ذكرناها سابقًا.
القديسة كاترين هي قديسة مسيحية مصرية من الإسكندرية، وُلدت في نهاية القرن الثالث الميلادي، وكانت معروفة بحكمتها وعلمها. اعتنقت المسيحية في سن الرابعة عشرة، وكانت أميرة وباحثة مرموقة، وقد حولت العديد من الأشخاص إلى المسيحية. تعرضت للتعذيب واستُشهدت في سن الثامنة عشرة بأمر من الإمبراطور مكسيميانوس. بعد استشهادها، يُقال إن الملائكة نقلت جسدها إلى قمة جبل في سيناء، حيث تم العثور عليه ونقله إلى دير سانت كاترين.
الأيقونات والنوافذ: فن يؤرخ للقديسين
تحتوي الكنيسة على مجموعة من الأيقونات البيزنطية التي تزين جدرانها، وتعكس الفن الديني الأرثوذكسي. كما تحتوي الكنيسة على نوافذ زجاجية ملونة تُصور مشاهد من حياة القديسين والأحداث الدينية.
المذبح والمنبر
المذبح الرئيسي للكنيسة مزين بالرخام والأيقونات، ويُستخدم في إقامة القداسات والصلوات. وعلى مقربة منه يوجد منبر الكنيسة المصنوع من الخشب المزخرف، ويُستخدم لإلقاء العظات والخطب الدينية.
وجهة سياحية جذابة
تعد كنيسة سان سابا وجهة سياحية جذابة، حيث تعد أول محطة زيارة خاصة للوفود اليونانية والقبرصية التي تزور الإسكندرية ضمن رحلات سياحة العودة إلى الجذور.