صوت صافرات الموت الأزتكية.. تأثير غريب على الدماغ البشري
في دراسة حديثة أجراها باحثون سويسريون ونرويجيون، تم الكشف عن تأثير صوت صافرات الموت الأزتكية على الدماغ البشري.
أظهرت الفحوصات الدماغية أن هذه الأصوات تثير استجابة غير عادية في مراكز متعددة من الدماغ البشري، مما يعكس تعقيدًا صوتيًا يصعب تصنيفه بين الطبيعي والاصطناعي.
تعد صافرات الموت الأزتكية، التي تتراوح أصواتها من همسات تهديدية إلى صرخات مرعبة، من الأدوات الغريبة التي يتميز شكلها بمظهر يشبه الجمجمة.
وفقًا للدراسة، التي شملت 70 متطوعًا أوروبيًا، تم عرض مجموعة من الأصوات العشوائية على المشاركين، تضمنت أصوات صافرات الموت. ولقد وجد الباحثون أن معظم المشاركين اعتبروا الصوت مشابهًا لصرخة إنسانية، كما أظهرت الفحوصات الدماغية باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (fMRI) أن الدماغ قام بتنشيط مناطق سمعية مخصصة للأصوات المزعجة مثل الصرخات.
تفسير هذه الظاهرة يرجع إلى أن الصوت الناتج عن صافرات الموت الأزتكية يمتاز بمزيج غريب بين الأصوات الطبيعية والاصطناعية، مما يجعل الدماغ غير قادر على تصنيفه بسهولة، وهو ما يشبه ظاهرة "الوادي الغريب" التي تحدث عند مواجهة كائنات تبدو شبه بشرية أو غير طبيعية. هذا الغموض في تحديد المصدر الصوتي يعزز النشاط الدماغي في مناطق متقدمة مثل القشرة الأمامية السفلى، التي تتعامل مع التصنيف المعقد، والقشرة الأمامية الوسطى التي تهتم بالمعالجة الترابطية.
كما أظهرت الدراسة أن الأصوات الناتجة عن صافرات الموت تم تصنيفها ضمن مجموعة خاصة، تشبه أصوات التنبيهات مثل الأبواق والصفارات وأصوات الأسلحة النارية، بالإضافة إلى أصوات بشرية تعبر عن الخوف والألم والغضب.
وتتزامن هذه النتائج مع اكتشاف العديد من هذه الصافرات في قبور تعود إلى الفترة بين 1250 و1521 ميلادي، مما يربط استخدامها بطقوس دينية وأدوات قد تكون مرتبطة بإله الرياح الأزتكي "إيهكاتل"، الذي يُعتقد أنه سافر إلى العالم السفلي لجمع عظام الأمم القديمة وخلق البشر.
وبناءً على هذه الاكتشافات، يشير الباحثون إلى أن صافرات الموت قد تكون قد استُخدمت لتعزيز الطقوس الدينية والقتل الطقسي، مما يعكس علاقتها العميقة بالعالم الروحي للأزتك.