ترمب يختار هوارد لوتنيك الرئيس التنفيذي لشركة خدمات مالية وزيراً للتجارة
هل قرار بايدن رفع الحظر عن أوكرانيا منسق مع ترمب أم لإحراجه؟
سماح الرئيس الأميركي جو بايدن، غير المؤكد بعد بتصريح رسمي، لأوكرانيا بضرب عمق روسيا بالصواريخ بعيدة المدى التي زودتها بها الولايات المتحدة، أثار الكثير من التساؤلات، خاصة في فترة تسمى «البطة العرجاء» بالنسبة لإدارة مغادرة. ومع إعلان موسكو أن هجوماً صاروخياً نُفذ اليوم على منشأة في منطقة بريانسك الروسية، باستخدام صواريخ «أتاكمز» للمرة الأولى، جرى التساؤل عمّا إذا كان بايدن قد نسق هذا القرار مع الرئيس المنتخب دونالد ترمب، أم كان من أجل إحراجه وتصعيب الأمور عليه إذا قرر سياسة جديدة تجاه أوكرانيا، كما هو متوقع. قد يعتقد ترمب أنه يستطيع التحدث عن السلام، لكنه سيرث حرباً؛ إذ أصبحت المخاطر أعلى بكثير.
الجلوس إلى طاولة المفاوضات
يقول مسؤولو إدارة بايدن إن الموافقة على استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى، قد يكون تأثيرها التصعيدي على الصراع ضئيلاً. ويزعمون أن هذه الخطوة ستُستخدم لوضع أوكرانيا في أفضل وضع ممكن ضد روسيا إذا تحرك ترمب بالفعل بسرعة نحو محادثات السلام، كما تعهد بذلك. وعلى الرغم من استخدام هذه الأنظمة الغربية بالفعل لضرب الأراضي التي تحتلها روسيا، مثل شبه جزيرة القرم، فإن استخدامها لضرب أهداف داخل روسيا كان يُعدّ منذ فترة طويلة من المحرمات الثابتة، خوفاً من إشعال حرب نووية. لكن كييف رفضت هذه المخاوف بوصفها مبالغاً فيها، واستخدمت توغلها في منطقة كورسك الروسية دليلاً على أن الخطوط الحمراء لموسكو يمكن تجاوزها دون إحداث كارثة.
تغيير العقيدة النووية الروسية
ويوم الاثنين، وبعدما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن استخدام الأسلحة بعيدة المدى من شأنه أن يدل على «مستوى جديد نوعياً من التوتر، وموقف جديد نوعياً من حيث تورط الولايات المتحدة في الصراع»، وقّع الرئيس الروسي، الثلاثاء، على تحديث للعقيدة النووية. وكان بوتين قد أمر قبل أسابيع فقط من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية التي أجريت هذا الشهر، بإجراء تغييرات على العقيدة النووية لتنص على أنه من الممكن اعتبار أي هجوم تقليدي على روسيا بمساعدة بلد يمتلك قوة نووية، هجوماً مشتركاً على روسيا.
بيد أن تصريحات فريق ترمب الانتقالي، أو من مرشحيه للمناصب الحكومية، كانت متناقضة. فقد انتقد نجل ترمب، دونالد جونيور، القرار بشدة، وكتب على منصة «إكس» قائلاً: «يبدو أن المجمع الصناعي العسكري يريد التأكد من بدء الحرب العالمية الثالثة قبل أن تتاح لوالدي فرصة خلق السلام وإنقاذ الأرواح».
ترمب هو المتحدث عن أوكرانيا
لكن بياناً من المتحدث باسم ترمب، قال إن أي تعليقات بشأن أوكرانيا والصراع هناك ستأتي مباشرة من الرئيس أو شخص مخول له، من دون التطرق إلى قرار إدارة بايدن، الذي لم يتم الإعلان عنه رسمياً. وقال ستيفن تشيونغ، مدير اتصالات ترمب: «كما قال الرئيس في أثناء حملته الانتخابية، فهو الشخص الوحيد الذي يمكنه جمع الجانبين من أجل التفاوض على السلام، والعمل على إنهاء الحرب ووقف القتل».
في المقابل، قال مستشار الأمن القومي القادم مايك والتز، إنه لم يتم إطلاعه مسبقاً على التغييرات في سياسة إدارة بايدن. وقال خلال مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»: «إنها خطوة أخرى على سلم التصعيد، ولا أحد يعرف إلى أين يتجه هذا».
ترمب مستاء من بوتين
لكن صحيفة «ذي هيل» أوردت في تحليل لها، أن ترمب قد يكون مستاء جداً من بوتين، بعد قيامه بتهنئة زوجته ميلانيا في برنامج «60 دقيقة» الروسي، على فوز زوجها في الانتخابات، من خلال عرض عدد من الصور العارية للسيدة الأولى المستقبلية، والتي ظهرت في الأصل في مجلة عام 2000. وقد لا تكون الصور بحد ذاتها مزعجة بالنسبة إلى ترمب، لكن ظهورها في وسائل الإعلام الدعائية لبوتين توضح أنها كانت تهدف إلى الإحراج، وليس الاحتفال. وما زاد الأمر سوءاً أن الصور لم تعرض بحضور بوتين فحسب، بل فعل ذلك قبل تهنئة ترمب رسمياً على فوزه، ونفيه أيضاً صحة التقارير بأنه تحدث مع ترمب عبر الهاتف.
خيارات بوتين ضيقة
وفيما عدّ المراقبون أن الأمر كان مقصوداً، وأن بوتين يقول لترمب إنه لا يحتاج إليه أو إلى الولايات المتحدة لبدء المفاوضات، وأنه سينهي الحرب ضد أوكرانيا على طريقته. لكن حقيقة الأمر أن بوتين ليس لديه الكثير ليستخدمه ضد ترمب وعائلته، وأن ألعابه تنم عن الضعف والفشل. كما أن إصراره على الادعاء في مؤتمر فالداي الأخير، بأن روسيا حاصرت الآلاف من الأوكرانيين هناك بعيد كل البعد عن الواقع على الجبهة.
وتقول صحيفة «فورين بوليسي» إن بوتين يدرك أيضاً أن مسؤوليه يشعرون بالقلق إزاء عدم استدامة سياسته الاقتصادية، وربما يكون الاقتصاد قد وصل إلى حدوده، ولا يستطيع الكرملين توسيع الإنتاج بسرعة كافية لاستبدال الأسلحة التي يخسرها في المعركة. وأصبحت القيود واضحة في قطاعات أخرى أيضاً، فقد اضطرت البلاد إلى تأجيل ثلاثة مشاريع رئيسية للبنية التحتية العلمية.