مصر: وفاة لاعب «كفر الشيخ» تجدد مطالب توفير «التجهيزات الطبية» بالملاعب
توقف قلبه بشكل مفاجئ أثناء مباراة لكرة القدم
جدّدت واقعة وفاة اللاعب محمد شوقي (29 عاما)، لاعب نادي كفر الشيخ لكرة القدم، أحد أندية الدرجة الثانية في مصر، مطالب توفير التجهيزات الطبية بالملاعب، خصوصاً أن الوفاة تأتي بسيناريو مشابه لوفاة أحمد رفعت، لاعب منتخب مصر ونادي مودرن فيوتشر، قبل عدة أشهر.
وتعرّض لاعب كفر الشيخ إلى توقف قلبه بشكل مفاجئ خلال مباراة لكرة القدم بملعب مدينة الزرقا بمحافظة دمياط (شمال مصر)، الأربعاء الماضي، وظل خلال الأيام الماضية على أجهزة التنفس الاصطناعي بمستشفى الزرقا المركزي، قبل أن يفارق الحياة، صباح الثلاثاء، «حيث توقف قلب اللاعب أثناء وجوده على جهاز التنفس الاصطناعي بالرعاية المركزة، وخضع لعملية إنعاش قلبي رئوي، إلا أنه لم يستجب هذه المرة»، وفق بيان مديرية الشؤون الصحية بمحافظة دمياط.
وقبل «شوقي»، فقد اللاعب أحمد رفعت (31 عاماً) حياته بعد تعرّضه لأزمة صحية حادة سقط على أثرها في الملعب خلال مارس (آذار) الماضي، وقضى نحو شهر على أجهزة التنفس الاصطناعي، ومع تحسن حالته تقرر استكمال علاجه في منزله، ثم عانى من أزمة صحية، نُقل على أثرها للمستشفى، حيث توفي في يوليو (تموز) الماضي.
وأدت وفاة لاعب كفر الشيخ إلى تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الواقعة، ما دفع بهاشتاغ #محمد_شوقي إلى أن يصبح الأعلى تداولاً في مصر خلال الساعات الماضية.
وأرجع كثير من الرواد الواقعة إلى الإهمال والعشوائية، لافتين إلى ضعف التجهيزات الطبية في ملاعب الكرة.
قال الناقد الرياضي المصري، بليغ أبو عايد إن «اللاعب محمد شوقي رحل في ظروف مأساوية، مما يثير كثيراً من التساؤلات حول جاهزية الخدمات الطبية في الملاعب المصرية، وكذلك الإهمال الطبي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف الشديد لم تكن سيارة الإسعاف الموجودة في الملعب مجهزة بأجهزة الإنعاش القلبي اللازمة، مما أثر بشكل كبير على فرص إنقاذه، رغم تأكيد اتحاد كرة القدم على ضرورة توافر سيارات إسعاف مجهزة في جميع الملاعب، لكن الكثير، خصوصاً في الأندية الصغيرة ذات الإمكانيات المادية الضعيفة، لا يهتم بأمر إن كانت سيارة الإسعاف مجهزة أو غير مجهزة».
كان رئيس نادي كفر الشيخ، عبد الحميد مصطفى، قد أشار في تصريحات تلفزيونية، عقب واقعة سقوط اللاعب، إلى أن سيارة الإسعاف في الملعب لم تكن مجهزة، وأنه تم إخطار مراقب المباراة بذلك، والتحذير من ذلك الأمر، وهو الأمر الذي تفاعل معه كثير من الجماهير، وكذلك عدد من الإعلاميين.
إلى ذلك، وجّه أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة المصري، اللجنة الطبية العليا بالوزارة بسرعة الانتهاء من التقرير الطبي الخاص بحالة محمد شوقي، حيث تتولى اللجنة اتخاذ كل الإجراءات نحو التحقق الشامل من كل ملابسات الواقعة، وذلك تمهيداً لإحالة الأمر إلى جهات التحقيق الرسمية، في حالة ثبوت أي مخالفات أو تقصير من إحدى الجهات المعنية.
وقال رئيس الاتحاد العربي للثقافة الرياضية والناقد والإعلامي أشرف محمود لـ«الشرق الأوسط»: «قمنا من خلال الاتحاد بعقد ندوات كثيرة حول إسعافات الملاعب، لكن المشكلة تكمن في عدم التدقيق والصرامة في تنفيذ الاشتراطات الطبية في المباريات، خصوصاً من جانب مراقب المباراة، الذي عليه أن يتأكد من جاهزية سيارة الإسعاف الموجودة، فهذه السيارة تقتصر في الغالب على وجود مُسعف بشنطة إسعافات أولية، وتقتصر مهمة السيارة على نقل المصاب إلى أقرب مستشفى، وبالتالي هناك قصور كبير في توافر التجهيزات الطبية بالملاعب».
ويشير إلى أنه «على العكس من ذلك، نشاهد في الملاعب الأوروبية التجهيزات الطبية كاملة»، مستشهداً بواقعة سقوط كريستيان إريكسن، لاعب منتخب الدنمارك، أرضاً أمام منتخب فنلندا في افتتاح بطولة «يورو 2020»، إثر توقف قلبه، مبيناً أن ما تم له من إنعاش قلبي رئوي بشكل سريع في الملعب قبل نقله إلى المستشفى أسهم في نجاته.
وكان عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم المصري، إيهاب الكومي، أوضح على خلفية وفاة اللاعب أحمد رفعت أن هناك أزمة بشأن سيارات الإسعاف خلال المباريات، قائلاً في تصريحات تلفزيونية، إن «سيارة الإسعاف كي توجد في مباراة بالدرجتين الثانية والثالثة تحتاج إلى 1500 جنيه (الدولار يساوي 49.52 جنيه مصري) في المباراة الواحدة، وأن بعض الأندية تتغلب على هذا الأمر بجلب سيارة نقل موتى أو سيارة من إحدى الجمعيات الخيرية».
يعود الناقد بليغ أبو عايد للحديث، مطالباً بـ«وجود مسؤول طبي معين من اتحاد الكرة في المباريات، إلى جانب مراقب المباراة، تكون مهمته مراعاة الاشتراطات الطبية في سيارات الإسعاف، ولضمان تقديم الإسعافات الأولية اللازمة في حالة الطوارئ».
ويلفت من جهة أخرى إلى أن كل ناد من المفترض أن يقوم بعمل كشف طبي لكل لاعب مع بداية الموسم الكروي، لكن في كثير من الأندية يكون الكشف روتينياً، مشيرا إلى وجود قرار جديد من وزير الشباب والرياضة بأن يكون الملف الطبي للاعبين على رأس أولويات أنديتهم.
"); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-3341368-4'); }); }