العيسى لـ «الجريدة•»: «الطاقة الذرّية» مستعدة للتعامل مع الحوادث النووية في الخليج
كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن استعدادها للتعامل مع الحوادث النووية والإشعاعية في الخليج، من خلال تعاونها الكبير مع مركز مجلس التعاون لحالات الطوارئ، في سبيل تكريس الاستعدادات لأي طوارئ نووية وإشعاعية، مشيرة إلى أن منطقة الخليج العربي تزخر بالإشعاعات.
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الرقابة النووية والإشعاعية في الوكالة، د. خالد العيسى، من المملكة العربية السعودية لـ «الجريدة»، إن الحوادث النووية تتأثر بها الدول على مستوى عام بمختلف الأبعاد، ويعتمد التأثر على عوامل كثيرة، من أهمها الطقس ووقت الحادث والأيام التالية له.
وأضاف العيسى أن الحوادث الإشعاعية غالباً ما تكون أشد فتكاً، لكنها تكون أقل بعدد المتضررين، كلما كان التعاطي معها بصورة مناسبة، مؤكداً أن الأهم في قضية الطوارئ، سواء كانت نووية أو إشعاعية، أن تكون معايير الأمان مطبّقة بشكل دقيق من قبل الجهات الرقابية أو المستخدمة للتقنية النووية.
• ماذا عن دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مكافحة الظواهر والحوادث الإشعاعية والنووية، خاصة على مستوى منطقة الشرق الاوسط والخليج خاصة؟
- تعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من ضمن مهامها في نظامها الأساسي الذي أصبح الآن كل أعضاء مجلس التعاون الخليجي أعضاء فيها، وأصبحت فاعلة، على تنمية القدرات وتساعد في بنائها، وتضع المعايير الخاصة بالأمن والأمان والسلامة، لأنها هي الأساس في منع أو التقليل من وقوع الحوادث النووية والإشعاعية.
وتضمنت الوكالة عددا من الصكوك الدولية التي تلتزم الدول بها خلال الحوادث النووية بشأن أهمية التعاون والتبليغ عن هذه النوعية من الحوادث التي تحدث على أراضيها، وتقديم تقارير دولية عن هذه الحوادث وتداعياتها، لذلك تعد وكالة الطاقة الذرية منصة دولية وحيادية للتبليغ الحي عن مستوى الدول الأطراف في اتفاقية التبليغ عن الحوادث النووية والإشعاعية.
• ماذا عن دور الوكالة تجاه الحوادث النووية والإشعاعية عند حدوثها؟
- وكالة الطاقة الذرّية تنمّي عملية التعاون والمساعدة عند تعرّض البلدان للحوادث النووية والإشعاعية، حيث يسمح للدولة من خلال منصة خاصة، أن تقدم أو تعرض إمكاناتها من الخبرات والأجهزة لتقدم للدول المتضررة للاستفادة من تلك الإمكانات، لذلك ترتبط الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعمل دولي تكاملي، وهو عمل مهم على صعيد دول مجلس التعاون، خاصة أن الدول الخليجية جميعا أعضاء في الوكالة، والأهم من ذلك أن الوكالة تعكف على تنفيذ برنامج لبناء القدرات في مجال الطوارئ النووي والإشعاعي، ونخص هذا المشروع الموحد لدول العالم المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع وكالة الطاقة الذرية، وسيكون لدول مجلس التعاون الحظ الوافر من هذا البرنامج العالمي الذي يهدف إلى تكريس الوعي بأهمية الطوارئ النووية والإشعاعية، وتسخير أفضل السبل والتقنيات والإمكانات البشرية من أجل الاستعداد الجدي لأي أخطار قد تسبها الحوادث النووية والإشعاعية في دول الخليج العربي.
• ما المخاوف والمخاطر التي تخشون حدوثها في المنطقة بسبب الحوادث الإشعاعية والنووية وطرق الوقاية منها؟
- الجميع يتفق على أن أبرز المخاطر التي تثير المخاوف تكون من المحطات النووية الكبيرة، لكن الأخطر والأشد والأهم والأكثر فرصة في الوقوع وتأثيراتها هي المخاطر الإشعاعية، وآثارها أكبر بكثير من النووية، وإن كانت محدودة في جغرافيتها، ففي تصوري أن التركيز على الأنشطة النووية يعود للصورة الذهنية الدارجة ويروج لها الإعلام ودول متقدمة في هذا المجال، وتؤثر على الصناعة النووية، في حين أنه في الجانب الآخر تعتبر الصناعات النووية الأكثر أماناً بين الصناعات في كل دول العالم، خاصة في مجالات إنتاج الطاقة، لذلك أجد أن كثيرا من الاعتبارات بحاجة إلى إعادة نظر، والجانب الإعلامي له دور كبير في هذا الجانب.
• ماذا عن دور وكالة الطاقة الذرية في اجتماع مركز مجلس التعاون لحالات الطوارئ الذي عقد بدولة الكويت؟
- دور الوكالة مهم في التعاون مع منظومة مجلس التعاون، ولدينا مشروع مهم مع مركز مجلس التعاون لحالات الطوارئ، من خلال إدار ة التعاون التقني في وكالة الطاقة الذرية، وستقدم الوكالة عبر هذا القطاع مشاريع كثيرة في مجالات التعاون المختلفة مع دول مجلس التعاون ومركز حالات الطوارئ، لاسيما في بناء القدرات الخاصة بالكوادر الخليجية التي تعمل في مجالات الطوارئ المتعددة من بوابة السعودية، وبالتعاون مع مركز الطوارئ الخليجي.
ضرورة التعاون والتبليغ عن الحوادث النووية من الدول التي تحدث على أراضيها
• ما تقييمكم لخطط الطوارئ في دول «التعاون» عبر مركز مجلس التعاون لحالات الطوارئ؟
- العمل في مركز التعاون الخليجي هو خطة عمل أكثر من خطة مواجهة، لأن الخطط تتم عادة من خلال مستوى الدول، ويكون فيها توافق وتكامل بين الدول، ونحن عندما نتحدث عن المركز فهو معنيّ بكل حالات الطوارئ، ونحن في هذا الصدد نتحدث في وكالة الطاقة الذرية عن الطوارئ النووية الإشعاعية التي لها خصوصية في حالات حدوثها ومجالاتها والتعاطي معها.
• هل الوكالة الدولية جاهزة للتعامل مع أي حالات طوارئ نووية أو إشعاعية؟
- من ناحية الاستعداد والتدخل المبكر قبل وقوع الحدث، فهو موجود من خلال مركز الطوارئ في السعودية، وهو يعمل بكل فعالية، وهيئة الرقابة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعمل منذ خمس سنوات، وبادرت باستراتيجية تأسيسها في بناء القدرات منها المختبرات الرقابية وشبكة الرصد البيئي المستمر والإنذار المبكر وقدرات رقابية بيئية للوصول إلى الملوثات المشعة بأي شكل من الأشكال، سواء كانت حوادث أو أحداثا عسكرية أو حوادث إشعاعية، فضلا عن وجود مختبرات تفصيلية للتعرف على المستويات الإشعاعية وآثارها المختلفة على الإنسان والغذاء والسلع المختلفة.
جهود وأخطار
شدد العيسى على ضرورة التنسيق والتكامل الموحد في الجهود الخاصة بالقطاعات المعنية بالطوارئ في دول مجلس التعاون الخليجي، من أجل مواجهة الأزمات بأساليب علمية وعملية، لتأمين سلامة بلدان المنطقة وشعوبها من أي أخطار خارجية أو أزمات، وخاصة ما يتعلق بالأخطار الإشعاعية والنووية.
تعزيز القدرات
كشف عن مشروع لتعزيز قدرات دول مجلس التعاون في التأهب والاستجابة لأي أحداث طارئة أو نووية من المحتمل أن تحدث في منطقة الخليج العربي، وتدريب وتأهيل الكوادر الخليجية ليكونوا قادرين وجاهزين للتصدي لأي طارئ نووي أو إشعاعي يحدث في المنطقة.
تدريبات الطوارئ
قال العيسى إن دول مجلس التعاون والوكالة الدولية للطاقة الذرية تتعاونان على إجراء التمارين لمدة 3 سنوات، من خلال مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسينتهي المشروع في 2027، وستكون هناك تدريبات مستمرة للكوادر الخليجية، خلال هذه الفترة، في مركز الطوارئ لدول الخليج العربي.
إنذار مبكر
أكد أهمية نظام الإنذار من أجل اتخاذ إجراءات استباقية قبل حدوث الأزمة على طريق احتوائها، مشيرا إلى أن الجهات المعنية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالتعاون مع المركز الخليجي للطوارئ، يؤديان دورا محوريا في التنسيق بين دول مجلس التعاون لوضع الحلول والتنبؤ بالمشكلات قبل وقوعها، وإبراز الدور المهم للقطاعات المعنية والكوادر الخليجية.
مباحثات
أشاد بالمباحثات التي تمت في الاجتماع الخليجي، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي بحث استعدادات دول مجلس التعاون لمواجهة أي طوارئ إشعاعية أو نووية، مشددا على ضرورة تكامل الجهود العلمية والعملية من أجل مواجهة أي طوارئ قادمة.
الإشعاع والنووي
كشف العيسى أن الاستعدادات والتأهب للطوارئ الإشعاعية والنووية تختلف تماما عن الطوارئ الأخرى، وتتطلب استعدادات وإمكانات خاصة تمكن من مواجهة طوارئها.