خسارة قاسية بأخطاء كارثية لمنتخب قطر أمام الإمارات
تلقى منتخب قطر خسارة قاسية أمام نظيره الإماراتي بخمسة أهداف دون رد في اللقاء الذي أجري على استاد آل نهيان في أبو ظبي في الجولة السادسة من منافسات المجموعة الأولى للدور الثالث من تصفيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وزادت قسوة الخسارة بالنتائج الأخرى في المجموعة.. ففي الوقت الذي تجمد فيه رصيد قطر عند النقطة 7 في المركز الرابع خلف المنتخب الإماراتي الثالث برصيد 10 نقاط، كان المنتخب الأوزبكي قد حقق الفوز خارج أرضه على المنتخب الكوري الشمالي ليرفع رصيده إلى النقطة 13 معززًا مركزه الثاني خلف المنتخب الإيراني الذي فاز على قيرغيزستان ليبتعد في الصدارة برصيد 16 نقطة.
تلك الوضعية تعني بأن الفارق عن المركزين المؤهلين مباشرةً إلى المونديال بات كبيرًا، بعدما وصل إلى 6 عن أوزبكستان و9 عن إيران قبل أربع جولات من نهاية المرحلة، ما يؤكد وفقًا للمنطق بأن مسألة التأهل المباشر باتت في مهب الريح، الأمر الذي يشير إلى أن العنابي سيبدأ البحث عن التمسك بمركزه الرابع من أجل التحول إلى المرحلة الرابعة من أجل تأمين بلوغ المونديال عبر الملحق.
وإذا كان هناك مِن عنوان عريض لأسباب الخسارة، فهو الأخطاء الكارثية التي لا تقتصر على اللاعبين، بل على الجهاز الفني لمنتخب قطر الذي يقوده الإسباني ماركيز لوبيز الذي وقع -حرفيا- في فخ البرتغالي باولو بينتو مدرب المنتخب الإماراتي.
صراع الأسلوب والفخ
بدا واضحًا منذ الدقائق الأولى، أن لوبيز أراد أن يترك الكرة للمنتخب الإماراتي من أجل اللعب على التحولات، في وقت أراد فيه باولو بينتو أن يطبق الأسلوب ذاته، فبدا بعد انطلاق المباراة وكأن كل منتخب معتصم في مناطقه دون مبادرة، حتى ظهر الخطأ الساذج في التمرير من إبراهيم الحسن في منطقة العمليات، لينطلق المنتخب الإماراتي بهجمة مرتدة أثمرت عن هدف السبق عبر فابيو ليما، بعد أربع دقائق فقط.
اقرأ المزيد
الفخ بدأ بعد هدف السبق، بعدما اندفع العنابي نحو المناطق الهجومية، وتراجع الأبيض إلى المواقع الخلفية، فبدا وكأن المنتخب الإماراتي هو من فرض ما يريده، بعدما أجبر منافسه على التقدم هجوميًا، ليعتمد على التحولات التي شكّلت الخطورة مع كل هجمة سريعة مرتدة، قبل أن يأتي الهدف الثاني بذات المرتدات وذات الأخطاء بعدما أنقذ مشعل برشم انفرادًا، لكن لوكاس مينديز وقع في المحظور ومنح المنتخب الإماراتي ركلة جزاء مجانية سجل منها فابيو ليما الهدف الثاني في الدقيقة 45.
المصيبة أن الأخطاء الساذجة في منتخب قطر تكررت مجددًا، بذات المرتدات التي أجبرت جاسم جابر على ارتكاب خطأ أمام منتخب الجزاء نفذها فابيو ليما بطريقة مثالية مسجلًا الهدف الثالث من الوقت بدل الضائع من الشوط الأول.
تدخلات الإصلاح.. تزيد الطين بلة
أربعة تغييرات أجراها مدرب قطر لوبيز بين الشوطين بإشراك (همام الأمين، محمد مونتاري، إسماعيل محمد، يوسف عبد الرزاق) من أجل المضي خلف آمال العودة الضئيلة أصلا، بيد أن الأخطاء الساذجة غير المبررة تكررت.
الرعونة في التعامل مع كرة سهلة، بالاتكالية في التعامل مع موقف عادي، تسببت في ركلة جزاء ضد قطر سجل منها فابيو ليما الـ (السوبر هاتريك)، مثقلًا كاهل العنابي الذي وجد نفسه تائهًا يحاول تدارك خسارة أثقل دون أن ينجح، بعدما واصل المنتخب الإماراتي نجاعته بالمرتدات التي أثمرت عن هدف خامس عبر يحيى الغساني الذي كان أبرز مخاطر الأبيض منذ الدقيقة الأولى بالسرعات دون أدنى قدرة على إيقافه.
الأرقام تؤكد الفخ الذي وقع به لوبيز.. على اعتبار أن الاستحواذ أشار إلى تفوق ظاهري لمنتخب قطر بنسبة وصلت إلى 68% مقابل 32% للمنتخب الإماراتي وذاك فارق كبير، لكنه لا يعبر عن واقع النجاعة.
بدليل أن الأبيض صنع 7 فرص حقيقية سجل منها ثلاثة أهداف، على اعتبار أن هناك هدفين سجلا بطريقة مغايرة (ركلة جزاء وركلة حرة) بالمقابل صنع منتخب قطر فرصتين حقيقيتين فقط، حيث ارتطمت كرة محمد وعد بالقائم في الشوط الأول وارتطمت كرة أحمد فتحي بالعارضة في الشوط الثاني، ناهيك عن أن العنابي سدد 9 مرات على المرمى دون تأثير، فيما سدد المنتخب الإماراتي 8 مرات على المرمى جلها كانت مؤثرة بالأهداف الخمسة والكرة التي ارتدت من العارضة.
الوقفة قد تكون الأخيرة لماركيز لوبيز مع قطر
تساءل المعلق في قنوات الكاس خالد الحدي معلق مباراة العنابي والإمارات، عمّا إذا كانت وقفة المدرب ماركيز لوبيز على الخط مع قطر هي الأخيرة.. قبل أن يجيب على نفسه بالقول: "أعتقد ذلك".
وهنا وجب التأكيد بأن الإعلامي الشهير ماجد الخليفي قد أصاب عندما طالب خلال تصريحات خاصة لـwinwin بإقالة المدرب ماركيز لوبيز عقب الخسارة الثقيلة لمنتخب قطر من إيران 1–4 في دبي في الجولة الرابعة، معتبرًا حينها أن الرجل لا يجيد قراءة المباريات في شوطها الثاني، ولا يجيد إجراء التغيرات بين الشوطين، قبل أن تأتي مباراة الإمارات لتؤكد ما قاله السيد الخليفي وربما أكثر مما قاله.