بايدن يوجه رسالة لترامب من غابات الأمازون: لا يمكن إعادة استثماراتنا المناخية للخلف

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن من غابات الأمازون المعروفة بـ"رئة الأرض" إنه: "لا أحد يمكنه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء"، بالإشارة إلى "ثورة الطاقة النظيفة" في الولايات المتحدة.

وتعتبر هذه رسالة من بايدن إلى خلفه دونالد ترامب الذي أعيد انتخابه الشهر الجاري، وتثير عودته مخاوف بشأن الاهتمام بالتغير المناخي، خاصة بعدما اختار كريس رايت وزيراً للطاقة، وسط توقعات تشير إلى أن رايت سيدعم خطة ترامب لزيادة إنتاج النفط والغاز.

زار بايدن، أمس الأحد، الأمازون ليكون أول رئيس أمريكي في منصبه يتوجه إلى هذه المنطقة، واتجه إلى مدينة ماناوس في البرازيل في قلب أكبر غابة مدارية في العالم في إطار جولة في أمريكا الجنوبية يُرجَّح أن تكون آخر رحلة كبيرة له إلى الخارج قبل نهاية ولايته.

وقال بايدن الأحد في ماناوس بالبرازيل: "سأترك منصبي في يناير/كانون الثاني. سأترك لخليفتي وبلادي أساسا متينا للبناء عليه، إذا اختاروا فعل ذلك".

وأضاف: "قد يحاول البعض إنكار ثورة الطاقة النظيفة الجارية في أمريكا أو تأخيرها. لكن لا أحد يستطيع إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في هذا المجال".

المناخ على طاولة G20

ويجتمع قادة مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى، اليوم الإثنين، في البرازيل في القمة السنوية لمجموعة العشرين مع ترقب لحدوث تحول في النظام العالمي مع عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى السلطة.

وستواجه المناقشات حول التجارة وتغير المناخ والأمن الدولي تحديات بسبب تغيرات حادة في السياسة الأمريكية عقب تولي ترامب.

ترامب يشكك في التغير المناخي

خلال حملته الانتخابية، وعد الجمهوري بمزيد من أعمال التنقيب وشكك في التغير المناخي، كما حذر من أنه ينوي سحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ. وهو قرار اتخذه خلال فترة رئاسته الأولى، لكن بايدن تراجع عن هذا القرار وحول مكافحة التغير المناخي قضية رئيسية في فترة رئاسته.

وشدد بايدن المنتهية ولايته على أن "المعركة من أجل حماية كوكبنا هي حرفيا معركة من أجل البشرية والأجيال المقبلة. ربما تكون التهديد الوجودي الوحيد لكل دولنا وللبشرية جمعاء".

رئة الأرض

تعتبر غابة الأمازون والتي تتشاركها 9 دول، ذات دور حيوي في مكافحة التغير المناخي بفضل قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون إلى حد تسميتها رئة الأرض، لكنها أيضاً من أكثر المناطق ضعفاً أمام تداعيات التغير المناخي وتدهور البيئة.

تمتد غابات الأمازون المطيرة على مساحة 5.5 مليون كيلومتر مربع، وهي مساحة أكبر من الاتحاد الأوروبي، ويحتوي نهر الأمازون الجاري فيها على نحو 20% من المياه العذبة الجارية في الأرض.

تضم الأمازون ملايين الأشجار، وتعتبر كـ"مضخة حيوية" كبيرة تطلق بخار الماء في الجو الذي يتجمع في "أنهار طائرة" تؤثر في توزيع المياه وحركة الرياح في الأرض.

وعلى الرغم من أن منطقة الأمازون لا تغطي سوى 4% من سطح الأرض، إلا أنها تحتوي على ثلث أنواع النباتات والحيوانات والحشرات وبقية الكائنات الحية التي على البسيطة، لتضم 10% من كتلة الحياة على الكوكب.

لكن فقدت الأمازون أكثر من 17% من غاباتها خلال الخمسين سنة الأخيرة جراء عمليات قطع أشجار الغابات لتوفير مساحات لرعي وتربية قطعان الماشية، بحسب تقرير لـBBC.

ويحذر العلماء من أنه إذا تواصلت الوتيرة الحالية لإزالة الغابات فإن العالم سيفقد ما يصل الى 420 مليون فدان من الغابات في الفترة بين 2010 و2030، أي أكثر من 80% من الغابات في العالم.

ورغم أن الأمازون هي من أكثر مناطق العالم رطوبة، لكن مع الجفاف الحاد الذي يضرب أمريكا الجنوبية اجتاحتها خلال السنة الراهنة أسوأ حرائق منذ عقدين.

وأدت عمليات قطع الأشجار إلى خسارة الغابة مساحة توازي تقريباً مساحة ألمانيا وفرنسا مجتمعتين تقريبا في غضون أربعة عقود.