الموظفون الفيدراليون يستعدون لمقصلة ترامب.. 50 ألفا مهددون بالفصل
حذر زعيم نقابي بارز من أن فوز دونالد ترامب سيفتح الباب أمام انتشار المضايقات والترهيب والفساد في جميع أنحاء الحكومة الفيدرالية الأمريكية.
وعبّر الرئيس المنتخب دونالد ترامب وحلفاؤه عن دعمهم لإعادة تفعيل الأمر التنفيذي الخاص بـ"الجدول F" الذي أصدره في الأيام الأخيرة من إدارته السابقة (2017-2021)، والذي بموجبه يمكن تجريد قطاعات واسعة من القوى العاملة الفيدرالية من حماية الخدمة المدنية، وإعادة تصنيفهم كمُعينين سياسيين.
ويدّعي مؤيدو هذا الإجراء أنهم أعدوا قوائم تضم الموظفين الفيدراليين يستعدون لمقصلة ترامب، 50 ألفا مهددون بالفصل يمكن فصلهم.
وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، يستعد موظفو عشرات الوكالات الحكومية لمواجهة إدارة ترامب الثانية.
وقال ستيف لينكارت، المدير التنفيذي للاتحاد الوطني لموظفي الحكومة الفيدرالية، الذي يمثل 110 آلاف موظف في مختلف الوكالات الأمريكية "الوضع قاتم للغاية".
وأضاف "الأمر يبدو كئيبا جدا".
وتابع "لم نشهد شيئا كهذا منذ نحو 150 عاما"، مشيرا إلى قانون بندلتون لعام 1883، الذي نص على أن يتم توظيف الموظفين الفيدراليين بناءً على الجدارة، وخضوعهم لاختبارات تنافسية، وحمايتهم من التأثيرات السياسية.
وأضاف "تم محو 150 عاما من الدروس المستفادة.. والآن لم يعد بمقدور الموظفين الفيدراليين الإبلاغ عن المخالفات، كما قوضت قدرتهم على رفض الأوامر غير القانونية، أو الأوامر التي تتجاوز الحدود السياسية، أو حتى تلك التي تمثل تهديدًا بالفساد التقليدي، كسرقة الممتلكات، أو مساعدة شخص ما على تحقيق مكاسب شخصية".
وأشار إلى أن "الفساد سيعود أيضا بسبب أشخاص يسعون لتحقيق مكاسب مالية باستخدام السلطة التي يمتلكها الموظفون الفيدراليون".
ويسمح "الجدول F" بتوظيف عدد غير محدود من المعينين السياسيين في الحكومة الفيدرالية كتعيينات مباشرة دون مدة انتهاء مرتبطة بفترة الرئاسة، وفقا لما ذكره لينكارت.
وأضاف أن نجاح خطة "المشروع 2025"، وهو مخطط يميني لرئاسة ترامب، يعتمد على تنفيذ "الجدول F"، الذي يعيد تصنيف الأدوار التي يشغلها عادة موظفو الحكومة المهنّيون إلى مناصب سياسية، مما يتيح "القدرة على تهديدهم أو ترهيبهم أو فصلهم".
وأشار لينكارت إلى أن ترامب، الذي تشجّع بقرار المحكمة العليا هذا العام الذي يمنح الرؤساء السابقين درجة معينة من الحصانة من الملاحقة الجنائية، "سيقوم بأشياء غير مسبوقة، وأعتقد أنها ستكون مروعة".
وفقا لمكتب إحصاءات العمل فإن أكثر من مليون موظف فيدرالي في الولايات المتحدة هم أعضاء في نقابات، أي نحو نصف القوة العاملة المدنية البالغ عددها 2.1 مليون موظف في الحكومة الفيدرالية.
وخلال إدارته الأولى، قلّص ترامب من حقوق العمال داخل الحكومة الفيدرالية، حيث قلل من الإطار الزمني للتفاوض الجماعي، ووجّه الوكالات بعدم التفاوض حول قضايا معينة، وقلل من استخدام الوقت الرسمي لمهام النقابات من قبل الموظفين الفيدراليين، وقلّص من حماية الإجراءات القانونية للموظفين.
aXA6IDMuMTI4LjMzLjIwOSA=
جزيرة ام اند امز
US