رغم نجاح الانتخابات البلدية.. أزمة جديدة تطل برأسها في ليبيا
بدت في الأفق أزمة جديدة في ليبيا، الخارجة لتوها من انتخابات بلدية ناجحة عززت الآمال في تجاوز البلاد أزمتها السياسية.
وجرت بنجاح مشهود الانتخابات البلدية في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في 58 بلدية، في أنحاء ليبيا، لأول مرة منذ نحو عقد كامل.
وبعد أيام من إتمام الاستحقاق، أطلت أزمة في شأن قريب الصلة بملف الانتخابات البلدية، إذ عمدت حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الولاية إلى إرباك النظام الإداري في البلديات، مع اقتراب إعلان النتيجة النهائية للاقتراع، عبر ضم بلديات إلى بعضها وإنشاء أخرى.
تحذيرات من الفوضى
الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، حذرت من أن الخطوة التي اتخذتها الحكومة المنتهية ولايتها، ستسهم في زعزعة الاستقرار وخلق الفوضى في الإدارات التابعة لوزارة الحكم المحلي.
وأكدت الحكومة الليبية، أن هذه القرارات معدومة لخروجها عن مبدأ الشرعية والمشروعية، ومعيبة بعدة عيوب أهمها "اغتصاب السلطة"، وفقا لقواعد القانون الإداري، متهمة الحكومة المنتهية الولاية بالسعي لنشر الفوضى الإدارية، وزعزعة الاستقرار، خاصة بعد نجاح الانتخابات المحلية فيما يقرب من 58 بلدية كمرحلة أولى والتجهيز لاستكمال انتخاب المجالس البلدية الأخرى، في مرحلة لاحقة.
كما أهابت الحكومة الليبية، بالمفوضية العليا للانتخابات اتخاذ ما يلزم بشأن استكمال انتخابات باقي المجالس البلدية الأخرى وفقا للهيكلية الإدارية والمحلية في تقسيم البلديات والفروع التابعة لها، كما حثت الجهات القضائية والرقابية على اتخاذ إجراءاتها القانونية اللازمة حيال هذه المحاولات.
مصراتة وتاورغاء
وتضمن قرار الحكومة المنتهية الولاية، ضم بلدية تاورغاء إلى مصراتة، وهما بلديتان سبق ونشبت بين سكانهما حرب مشتعلة، قتل فيها المئات، وأجبر سكان مدينة تاورغاء على النزوح قسرا عام 2011، ولا تزال المدينة تعاني من تبعات هذه المعارك إلى اليوم.
وأعلن المجلس المحلي لتاورغاء رفض القرار، مؤكدا أنه ينضم مع أهالي وأعيان تاورغاء ومنظمات المجتمع المدني في رفض هذا القرار.
وهو الأمر ذاته الذي تكرر مع بلدة زمزم الواقعة شرقي مصراتة، حيث خرج سكانها في وقفة احتجاجية للتعبير عن رفضهم للقرار الذي يقضي بتحويل بلديتهم إلى فرع بلدي يتبع مصراتة.
وشمل القرار بلديات أخرى بعضها سيكون في المرحلة الثانية للانتخابات البلدية، مثل سلوق وغريان وبنغازي وسبها والزنتان ويفرن ومسلاتة، وهو ما يعني إرباك المشهد الانتخابي.
نجاح غير مسبوق
وبعث نجاح تنظيم الليبيين للانتخابات البلدية في 58 بلدية على مستوى ليبيا، دون أي خروقات أمنية أو عوائق، لأول مرة منذ عقد كامل، أمل الليبيين في إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية المنتظرة والمؤجلة إلى موعد غير مسمى.
وحققت الانتخابات البلدية نجاحا كبيرا عكسته التصريحات الصادرة عن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في مؤتمر صحفي فور انتهاء عملية الاقتراع بـ (58) بلدية.
وأشارت المفوضية إلى أن النسبة الأولية لأعداد المقترعين بلغت 74%، مع استمرار عملية الفرز والعد وبدء عملية الجدولة يوم غد بمقر المفوضية.
وأكد رئيس غرفة العمليات أشرف احمودة، استمرار عملية فرز وعد الأصوات عقب إغلاق المراكز الانتخابية في (58) بلدية، والتي انطلقت في 352 مركزاً انتخابياً وبعدد (777) محطة اقتراع، تحتوي على عدد 186 ألفا و55 ناخبا وناخبة مسجلين في سجل انتخاب المجالس البلدية، لافتا إلى أنه لم تُسجل أي خروقات.
aXA6IDMuMTI4LjMzLjIwOSA=
جزيرة ام اند امز
US