قرارات «البطة العرجاء» بأمريكا.. «رصاصات أخيرة» في «أسابيع الموت»
11 أسبوعا من الموت تغرق فيها أمريكا مع كل تداول جديد للسلطة، لكن من ذلك «السبات» قد تقفز قرارات مصيرية من ترف انتفاء الكلفة السياسية.
تسمى مرحلة «البطة العرجاء»، وتمتد من يوم فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى حين تسلمه السلطة في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
وخلال تلك الفترة، يصبح الرئيس المنتهية ولايته «ضعيفا» بلا صلاحيات كاملة، وتشبه إلى حد كبير المرحلة الانتقالية بين عهدين، ولكن أهم ما فيها بالنسبة للطرف المغادر هي أنها تمنحه إمكانية اتخاذ قرارات هامة دون تحمل تبعاتها السياسية.
وإجمالا، يطلق الوصف على السياسي المنتهية ولايته أثناء انتظاره انتهاء فترة حكمه، وطبقا لتقليد سياسي أمريكي قديم، يدخل الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن هذه المرحلة منذ إعلان فوز خصمه إلى حين تسلمه مهامه رسميا.
عبر الزمن، حاول الكثير من رؤساء أمريكا المغادرين ترك بصمة خلال هذه الفترة، وذلك إما بتسوية بعض الملفات والقضايا العالقة أو إصدار عفو في اللحظات الأخيرة عن "أهل الثقة" أو لمنح الفرصة الثانية أو لـ«إنقاذ» مقربين من مصير مجهول.
فمن هم أبرز الرؤساء الأمريكيين الذين اتخذوا قرارات مصيرية في مرحلة «البطة العرجاء»؟
أوباما.. «الرصاصة الأخيرة»
باراك أوباما يعتبر من أبرزهم، فقبيل مغادرته البيت الأبيض في عام 2016، امتنعت واشنطن بشكل مفاجئ عن التصويت حول قرار بناء المستوطنات في إسرائيل ولم تستخدم «الفيتو» (حق النقض) أثناء الجلسة.
وبشكل غير متوقع، لم تقم واشنطن آنذاك بإجهاض قرار المجلس القاضي بوقف كل أنشطة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس.
وكانت تلك المرة الأولى منذ عام 1979، التي لم تستخدم فيها أمريكا «الفيتو» ضد قرار يدين إسرائيل، في خطوة اعتبرت بمثابة «الرصاصة الأخيرة» التي وجهها حينها أوباما لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
جورج بوش الأب و«إيران كونترا»
الرئيس الأمريكي الراحل كان أيضا من بين الذين اتبعوا خطوات «البطة العرجاء»، حيث أصدر، العام 1992، عفوا عن 6 أشخاص من بين المخططين لما يعرف بـ«إيران كونترا»، وهي قضية بيع أمريكا أسلحة لإيران أثارت جدلا واسعا.
والعفو جاء حينها قبل انتهاء ولايته بعد خسارته أمام بيل كلينتون.
و«إيران-كونترا» تعرف أيضا بفضيحة «إيران غيت»، وحدثت أثناء حرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن العشرين، وكانت أمريكا تمثل «الشيطان الأكبر» بالنسبة للإيرانيين، ما أثار تساؤلات عن طبيعة الصفقة في حد ذاتها.
وفي البداية، كانت الصفقة عبارة عن مخطط سري تعتزم إدارة الرئيس رونالد ريغان بمقتضاه بيع أسلحة لإيران، واستعمال أموال الصفقة لتمويل حركات «الكونترا» المناوئة للنظام الشيوعي في نيكاراغوا.
كلينتون والملياردير المُدان
بيل كلينتون أيضا لجأ إلى سياسة «البطة العرجاء» وأصدر عفوا عن ملياردير مدان بالاحتيال الضريبي في آخر يوم له بالبيت الأبيض عام 2001.
ترامب و«حرية الحلفاء»
ترامب أيضا كان ذات يوم من «أنصار» قرارات «البطة العرجاء»، حيث عفا بالأيام الأخيرة من عهدته، عن عدد كبير من حلفائه، بمن فيهم والد صهره جاريد كوشنر، لينضموا بذلك إلى لائحة طويلة من الشخصيات التي شملها عفو الرئيس المنتهية ولايته آنذاك.
وقبل ذلك، خفف ترامب عقوبة السجن الصادرة بحق صديقه روجر ستون الذي كان حُكم عليه بالسجن لمدة 40 شهرا في إطار التحقيق حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016.
aXA6IDMuMTI4LjMzLjIwOSA= جزيرة ام اند امز US